رسالة استغاثة.. من غزة
أ. عدنان السمان
إلى المجتمع الدولي بأسره.. إلى الاتحاد الأوروبي شعوبًا وحكومات ومنظمات وجمعيات.. إلى كل الأحرار الرافضين كافة أوجه العدوان على الشعوب من شرفاء الأمة الأميركية في سائر ولاياتها.. إلى السياسيين والمثقفين والمفكرين والأكاديميين والصحافيين المؤمنين بالعدل والعدالة وحقوق الإنسان بعيدًا عن اللون والجنس والدين واللغة والمذهب السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية .. إلى المنظمات اليهودية المؤمنة بحق عرب فلسطين في الحياة الحرة الكريمة في وطنهم.. إلى هيئة الأمم المتحدة بجمعيتها العامة، ومجلس الأمن ممثلة بأمينها العام، ورؤساء الوفود، وإلى كافة الوكالات المتخصصة المتفرعة عن هذه الهيئة.. إلى الجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي.. إلى كافة القوى والمنظمات والأقطار الصديقة التي تناصر القضية الفلسطينية.. إلى كل أحرار هذا العالم وشرفائه وقواه التقدمية المؤيدة لحق الشعوب في الحياة والحرية والتحرر والاستقلال والسيادة الوطنية والعيش الكريم... غزة تغرق في بحر من دماء أبنائها.. غزة تغرق في الظلام: بيوت غزة تغرق في الظلام، ومشافي غزة كذلك بعد أن نفد الوقود، وقُطعت عنها الكهرباء، ولقد نفد الدواء، والمرضى يموتون تباعًا، ونفد الغذاء وحليب الأطفال أيضًا، كما نفدت الأكفان من أسواق غزة، وها هم أمواتها يُدفنون بلا أكفان... شباب غزة يموتون.. دماؤهم تروي أرض غزة بعد انحباس الأمطار هنا، وشيوخ غزة يموتون، وأطفالها، ونساؤها... غزة تبكي.. غزة تشيّع شهداءها.. تدفن موتاها.. الناس في غزة يموتون جوعًا وعطشًا ورعبًا وبردًا وحصارًا خانقًا قاتلاً رهيبًا يا كل هذه الدنيا... غزة تموت يا هذا الكون دون أن يلتفت إليها أحد.. غزة تستغيث دون أن يلبي استغاثتها مغيث... غزة تناديكم يا عرب؛ فلبّوا نداءها!! غزة تستغيث بكم، فأغيثوها!! غزة تصرخ موتًا.. تصرخ رعبًا.. تصرخ ألمًا.. تصرخ جوعًا.. تصرخ قهرًا؛ فأين أنتم؟ أين أنتم يا عرب؟!
ندعو المجتمع الدولي إلى القيام بواجبه تجاه الأهل في غزة.. ندعوه إلى التحرك العاجل لإرسال الدواء وحليب الأطفال والغذاء والمحروقات إلى غزة.. ندعوه إلى التحرك السريع لرفع الحصار عن غزة.. لإبعاد شبح الموت الرهيب عن غزة.. ندعو الأشقاء – وا أسفاه- إلى فتح حدودهم مع غزة!!! ندعوهم إلى إرسال الشاحنات المحملة بالخبز بعد أن نفد الخبز من بيوت غزة! ندعوهم إلى إرسال حليب الأطفال والأدوية لشعب يموت ظلمًا وعدوانًا وحصارًا خانقًا جائرًا.. فهل في هذه الدعوة ما يريب؟ وهل هذا كثير يا عرب؟ فماذا أنتم فاعلون؟ وفيم التردد يا عرب؟ أرسلوا شاحناتكم يا أشقاءنا في الحال، وليوقفها هؤلاء عند المعابر والبوابات والحدود!!! أرسلوا شاحناتكم يا أشقاءنا ، وادخلوا غزة، وليكن ما يكون.. فأنتم يا أشقاءنا تحملون دواءً وغذاءً، ولا تحملون شيئًا من الممنوعات لا سمح الله إلا إذا كان الدواء والغذاء من الممنوعات دون أن ندري... لا لَلهول! يا لَلكارثة! يا لَعظائم الأمور ! يا لَلعار! يا لَلعار! يا لَلعار!.
ندعو مجلس الأمن إلى وضع حد لكل هذه المهازل والكبائر والموبقات التي تُتخذ بحق شعبنا العربي الفلسطيني في غزة والقدس وبيت لحم والخليل.. وفي نابلس، وما أدراكم ما نابلس، وما الذي يجري في أغوارها وقراها وبلداتها المنتشرة شمالاً حتى جنين وصولاً إلى خط الهدنة.. والممتدة غربًا حتى طولكرم وقلقيلية على بعد أميال من الساحل...
ندعو مجلس الأمن إلى العمل.. ندعوه إلى حماية شعبنا من كل هذه المجازر والمؤامرات والمخططات الرهيبة التي ينفّذها المخططون.. ندعوه إلى تنفيذ قراراته التي اتخذها على امتداد السنوات الستين الماضية، وقرارات الجمعية العامة أيضًا... ندعوه إلى التدخل الفوري لإنقاذ غزة من الموت.. وإنقاذ شعب فلسطين كله من التشرد والتمزق والمذلة والهوان .. ندعوه إلى تنفيذ قرار واحد من القرارات التي اتخذها بحق قضيتنا العادلة.
20/1/2008
Need to know now? Get instant answers with Windows Live Messenger. IM on your terms.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق