متابعات
بهجت أبو غربية.. يا صانع الرجال وملهم الأجيال!!
ا/ عدنان السمان
www.samman.co.nr
سلامٌ عليك أيها العربي الفلسطيني الماجد الشريف.. سلام عليك يا حبيب القدس والخليل وغزة وفلسطين كل فلسطين.. سلام عليك يوم وُلِدتَ، ويوم متَّ، ويوم تبعث حيًّا على جبال القدس والخليل التي أحببتها وأحببتك، وصنتها –مع رفاق دربك- في حبات العيون.. سلام عليك ثائرًا، ومقاتلاً، ومجاهدًا، ومعلمًا، ومفكرًا، وبانيًا، ومؤسسًا، ومناضلاً وطنيًّا عربيًّا فلسطينيًّا صلبًا عزيزًا أبيًّا شامخًا سيدًا شجاعًا لا يلين.. سلامٌ عليك فوق الثرى، وسلامٌ عليك تحت الثرى.. سلام عليك فكرةً مشرقةً نيرةً تنير للأجيال في دجى الليل دروبها، وطيفًا رقيقًا رفيقًا شفيقًا يلهم الأجيال، ويأخذ بيدها، ويرعى خطاها على طرق التحرر والتحرير نحو القدس ونحو فلسطين في وحدةٍ وطنيةٍ رائعةٍ تجتمع حولها القلوب، وترقص على وقعها الأفئدة، وفي ظلال وحدةٍ عربيةٍ شاملةٍ يقف فيها العربي إلى جانب أخيه العربي، يبني مجدًا لهذه الأمة العربية الماجدة، ويقيم مشروعًا عربيًّا واحدًا موحدًا فوق كل أرض العرب، ويصنع لأمة العرب نظامًا سياسيًّا عادلاً شاملاً عاقلاً يبني ولا يهدم، يوحد ولا يفرق، ويصون للناس كل الناس في هذا الوطن العربي الكبير كرامتهم، ويحفظ لهم حقوقهم، ويرد إليهم اعتبارهم، ويحترم عقائدهم ومعتقداتهم، ويتفهم وجهات نظرهم.. لا أحد فوق القانون، والمواطنون جميعًا سواسيةٌ كأسنان المِشط.. نعم أيها الفقيد العظيم، نعم يا أبا سامي، نعم يا فقيدنا: ما أحوجنا لنظام سياسي عربي وحدوي منصف عادل بناء يجد فيه كل عربي نفسه، ويجد فيه كل فلسطيني آماله وأهدافه وتطلعاته، ويعيش فيه الناس جميعًا بنعمة الله إخوانًا، فلا ظالم، ولا مظلوم، ولا مهجرين، ولا مبعدين، ولا لاجئين، ولا مخيمات، ولا أسوار، ولا جدران، ولا استيطان، ولا تسلط، ولا تحكم، ولا قهر، ولا إذلال، ولا حصار، ولا استكبار، ولا مخططاتٍ للعدوان أو الاعتداء في أبسط أشكاله وصوره... أليست هذه هي المبادئ التي ناضل من أجلها فقيدنا الكبير بهجت أبو غربية؟ ألم يعش حياته كلها مدافعًا عن حقوق عرب فلسطين، وعن عروبة فلسطين وعزتها وكرامتها القومية، ألم يعش حياته كلها عربيًّا فلسطينيًّا شريفًا يبغي الخير والعزة والمجد والوحدة لأمة العرب؟ أليس من حق كل عرب فلسطين أن يعيشوا في بلادهم فلسطين بكرامة وحرية وعزة واستقرار واستقلال؟ أليس من حق العربي أن يعيش في بلاد العرب سيدًا أبيًّا حرًّا بدون حدود أو سدود أو قيود؟؟.
أكتب إليك –أستاذنا- ولا أكتب عنك، فأنت معنا.. أنت بيننا لم تبرحنا.. أنت معنا في الكلية الإبراهيمية تصنع الرجال لهذا الوطن، وأنت معنا وبيننا في "الجهاد المقدس" مع كل رفاق الدرب الذين ارتقوا إلى العلا.. أنت معنا خارج أسوار القدس التي أجّل رجالك احتلالها عشرين عامًا، وأنت معنا تقرأ على مسامعنا: "القدس تعرفني.. والتاريخ يشهد" وأنت معنا في الجزأين الأول والثاني من مذكراتك "في خضم النضال العربي الفلسطيني"، وأنت معنا في كل هذه الأجسام والهياكل العسكرية والسياسية والشعبية التي أنشأتها، أو شاركت في إنشائها، أو انخرطتَ في صفوفها عاملاً ومناضلاً صُلبًا لا يلين.. فلا عجب إن أحببناك، ولا عجب إن أحببتك فلسطين، ولا عجب إن أحبك هذا الوطن العربي الكبير الذي أحببته.. أنت معنا –أستاذنا- وستبقى معنا وبيننا ما جرت في عروقنا الدماء، وما نبض في أجسادنا عرقٌ بالحياة.. ستبقى معنا -يا بهجت- ما حيينا.. وإذا لم يكن من موتنا بد، فأنت بعد رحيلنا فكرة، أنت طيف، أنت ذكرى للأجيال من بعدنا.. تأخذ بيدها، وترعى خطوها، وتقود خطاها على دروب التحرر والتحرير.
أكتب إليك يا بهجت، ولا أكتب عنك، فليس من السهل أن يفيك حقَّك قلم، وليس من السهل أن يلم بكل شمائلك ومواقفك وخصالك (التي نعدّ منها ولا نعددها) مداد.
سلامٌ عليك يا شيخ المجاهدين، سلام عليك على ذرى القدس والخليل، سلام عليك على بوابات الأقصى، سلام عليك في الحرم الإبراهيمي في الخليل، سلام عليك في فلسطين، سلام عليك يا بهجت يوم وُلدت، ويوم مِت، ويوم تُبعث حيًّا.. وسلام عليك يا أبا سامي في الخالدين.
28/1/2012