عزيزتي .. عزيزي


ما أجمل أن نلتقيَ على كلمة طيبةٍ في كلَّ يوم ! ما أجملَ أن نلتقيَ لِنحقَّ حقا ، ونزهقَ باطلا ونحيي ثقافة ، وننصفَ مظلومًا ، وننقدَ واقعًا أليمًا ، ونوقدَ شمعة تمزق من حولنا الظلام .
أعزائي .. يا أنصارَ الحق ، وطلابَ الحقيقة ، ومحبي الخير والجمال أفرادًا ، وجماعاتٍ ، ومجموعاتٍ ، ومؤسساتٍ ، نساءً ، ورجالا ، فتية ، وفتيات .. يا كلَّ المؤمنين بحق شعبنا العربي الفِلسطيني في العيش باحترام ، وأمن ، وأمان فوق ثرى وطنه الغالي فلسطين .. ويا كلّ عشاق هذه اللغة العربية من أبنائها وبناتها ، ومعلميها ومُتعلميها .. يا كلّ شعبنا.. يا كلّ العرب .. يا كلّ المؤمنين بحق الشعوب في الخلاص من التبعية ، والاستعباد ، والاستبداد ، وبحقها في التحرر، والبناء ، والإعمار ، والسيادة على ترابها الوطني ... هذا موقعكم .. ستجدون فيه ما يسركم من فكر ، ورأي ، ومقال سياسي ، واجتماعي ، واقتصادي ، وثقافي ، ونقدي ، وأدبي .. ستجدون فيه نثرًا وشعرًا ، وقصة ، وحكاية ، وستجدون فيه كتبًا ، ومتابعاتٍ ، ومقابلاتٍ ، ومواجهاتٍ ، ومراسلاتٍ ، ومساجلاتٍ ..ستجدون فيه كثيرًا مما كتبتُ على امتداد العقود الماضية ، وبخاصة في " القدس " المقدسية ، والبيادر السياسي ، وغيرهما من مطبوعات هذه الديار وصحفها .. وسأوافيكم من خلاله بكل ما سأكتب ... مكتفيـًا في هذه المرحلة بالكتابة إليكم ، حتى إذا ما فرغتُ من إحياء ما لديّ من قديم( مخطوطٍ ومطبوعٍ) ووضعتـُه بين أيديكم في موقعكم هذا ، وتفرغتُ بشكل كامل للكتابة في قضايا الساعة فتحتُ المجالَ أمامكم للمشاركة ، والمساهمةِ ، والنقاش والحوار ، والأخذ والرد على غرار ما تفعله كثير من المواقع الرائدة التي نكنّ لها كل الاحترام ، وندين لها بالولاء والعرفان ، ونتقدم منها بالتحية والتقديروالامتنان .
أرحب بكم في موقعكم هذا .. موقع الأسرى ، والعمال ، والفلاحين ، والطلبة ، والمثقفين ، والكتـّاب ، والأدباء ، والشعراء .. موقع المؤسسات ، وكافة أحرار هذا الوطن وحرائره ..مثمنـًا وقوفكم إلى جانبي .. آملا أن يكون لي شرف الإسهام في خدمة الوطن والمواطن في بلادنا العزيزة فِلـَسطين .. وفي كل ديار العروبة والإسلام.
عدنان السمان
15/6/2008


السبت، ٢٨ كانون الثاني ٢٠١٢

متابعات
بهجت أبو غربية.. يا صانع الرجال وملهم الأجيال!!
ا/ عدنان السمان
www.samman.co.nr
   سلامٌ عليك أيها العربي الفلسطيني الماجد الشريف.. سلام عليك يا حبيب القدس والخليل وغزة وفلسطين كل فلسطين.. سلام عليك يوم وُلِدتَ، ويوم متَّ، ويوم تبعث حيًّا على جبال القدس والخليل التي أحببتها وأحببتك، وصنتها –مع رفاق دربك- في حبات العيون.. سلام عليك ثائرًا، ومقاتلاً، ومجاهدًا، ومعلمًا، ومفكرًا، وبانيًا، ومؤسسًا، ومناضلاً وطنيًّا عربيًّا فلسطينيًّا صلبًا عزيزًا أبيًّا شامخًا سيدًا شجاعًا لا يلين.. سلامٌ عليك فوق الثرى، وسلامٌ عليك تحت الثرى.. سلام عليك فكرةً مشرقةً نيرةً تنير للأجيال في دجى الليل دروبها، وطيفًا رقيقًا رفيقًا شفيقًا يلهم الأجيال، ويأخذ بيدها، ويرعى خطاها على طرق التحرر والتحرير نحو القدس ونحو فلسطين في وحدةٍ وطنيةٍ رائعةٍ تجتمع حولها القلوب، وترقص على وقعها الأفئدة، وفي ظلال وحدةٍ عربيةٍ شاملةٍ يقف فيها العربي إلى جانب أخيه العربي، يبني مجدًا لهذه الأمة العربية الماجدة، ويقيم مشروعًا عربيًّا واحدًا موحدًا فوق كل أرض العرب، ويصنع لأمة العرب نظامًا سياسيًّا عادلاً شاملاً عاقلاً يبني ولا يهدم، يوحد ولا يفرق، ويصون للناس كل الناس في هذا الوطن العربي الكبير كرامتهم، ويحفظ لهم حقوقهم، ويرد إليهم اعتبارهم، ويحترم عقائدهم ومعتقداتهم، ويتفهم وجهات نظرهم.. لا أحد فوق القانون، والمواطنون جميعًا سواسيةٌ كأسنان المِشط.. نعم أيها الفقيد العظيم، نعم يا أبا سامي، نعم يا فقيدنا: ما أحوجنا لنظام سياسي عربي وحدوي منصف عادل بناء يجد فيه كل عربي نفسه، ويجد فيه كل فلسطيني آماله وأهدافه وتطلعاته، ويعيش فيه الناس جميعًا بنعمة الله إخوانًا، فلا ظالم، ولا مظلوم، ولا مهجرين، ولا مبعدين، ولا لاجئين، ولا مخيمات، ولا أسوار، ولا جدران، ولا استيطان، ولا تسلط، ولا تحكم، ولا قهر، ولا إذلال، ولا حصار، ولا استكبار، ولا مخططاتٍ للعدوان أو الاعتداء في أبسط أشكاله وصوره... أليست هذه هي المبادئ التي ناضل من أجلها فقيدنا الكبير بهجت أبو غربية؟ ألم يعش حياته كلها مدافعًا عن حقوق عرب فلسطين، وعن عروبة فلسطين وعزتها وكرامتها القومية، ألم يعش حياته كلها عربيًّا فلسطينيًّا شريفًا يبغي الخير والعزة والمجد والوحدة لأمة العرب؟ أليس من حق كل عرب فلسطين أن يعيشوا في بلادهم فلسطين بكرامة وحرية وعزة واستقرار واستقلال؟ أليس من حق العربي أن يعيش في بلاد العرب سيدًا أبيًّا حرًّا بدون حدود أو سدود أو قيود؟؟.
   أكتب إليك –أستاذنا- ولا أكتب عنك، فأنت معنا.. أنت بيننا لم تبرحنا.. أنت معنا في الكلية الإبراهيمية تصنع الرجال لهذا الوطن، وأنت معنا وبيننا في "الجهاد المقدس" مع كل رفاق الدرب الذين ارتقوا إلى العلا.. أنت معنا خارج أسوار القدس التي أجّل رجالك احتلالها عشرين عامًا، وأنت معنا تقرأ على مسامعنا: "القدس تعرفني.. والتاريخ يشهد" وأنت معنا في الجزأين الأول والثاني من مذكراتك "في خضم النضال العربي الفلسطيني"، وأنت معنا في كل هذه الأجسام والهياكل العسكرية والسياسية والشعبية التي أنشأتها، أو شاركت في إنشائها، أو انخرطتَ في صفوفها عاملاً ومناضلاً صُلبًا لا يلين.. فلا عجب إن أحببناك، ولا عجب إن أحببتك فلسطين، ولا عجب إن أحبك هذا الوطن العربي الكبير الذي أحببته.. أنت معنا –أستاذنا- وستبقى معنا وبيننا ما جرت في عروقنا الدماء، وما نبض في أجسادنا عرقٌ  بالحياة.. ستبقى معنا -يا بهجت- ما حيينا.. وإذا لم يكن من موتنا بد، فأنت بعد رحيلنا فكرة، أنت طيف، أنت ذكرى للأجيال من بعدنا.. تأخذ بيدها، وترعى خطوها، وتقود خطاها على دروب التحرر والتحرير.
   أكتب إليك يا بهجت، ولا أكتب عنك، فليس من السهل أن يفيك حقَّك قلم، وليس من السهل أن يلم بكل شمائلك ومواقفك وخصالك (التي نعدّ منها ولا نعددها) مداد.
   سلامٌ عليك يا شيخ المجاهدين، سلام عليك على ذرى القدس والخليل، سلام عليك على بوابات الأقصى، سلام عليك في الحرم الإبراهيمي في الخليل، سلام عليك في فلسطين، سلام عليك يا بهجت يوم وُلدت، ويوم مِت، ويوم تُبعث حيًّا.. وسلام عليك يا أبا سامي في الخالدين.
 
28/1/2012

الثلاثاء، ٢٤ كانون الثاني ٢٠١٢

متابعات
في ذكرى ثورة الشعب المصري
أ/ عدنان السمان
www.samman.co.nr
   لئن كانت ثورات مصر على امتداد تاريخها كثيرةً، ولئن كانت مصر –كما يسميها كثير من الناس- أم التاريخ، فإن ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) تقف، أو تكاد تقف، على رأس الحوادث والأحداث في وادي النيل.. لا نقول هذا مكابرةً، ولا نقوله مجاملةً، ولا يقوله أحد من باب التعصب لمصر، ولشعب مصر، وللأمة التي تنتسب إليها مصر، وإنما نقوله إحقاقًا للحق، وشهادةَ حق لمصر ولشعبها الذي يرفض الضيم ويأباه، وإن أغمض عينيه أحيانًا على القذى.
   ولئن كانت مصر منذ الفتح الإسلامي مركِزًا من مراكز الحضارة العربية الإسلامية، ولئن كانت مصر منذ تلك الأيام مركِزًا من مراكز الثقل الثقافي السياسي الاجتماعي الفكري في العالم العربي الإسلامي في شرق الدنيا وغربها، فإن مصر في هذه الأيام تستعيد عهودها الزاهية تلك، وإن مصر في هذه الأيام التي تحيي فيها الذكرى السنوية الأولى لثورتها المباركة التي وضعت فيها كثيرًا من النقاط على كثير من الحروف تنتصب شامخة عملاقة لتمارس دورها الطبيعي الطليعي، ولتستأنف دورها القيادي الريادي في هذا العالم العربي الإسلامي الكبير الذي سيبقى كبيرًا، ولو كره الكارهون.
   ولئن كانت القاهرة كمكة والمدينة ودمشق وبغداد، ولئن كانت مصر كالحجاز والشام والعراق واحدةً من بيئات ازدهار الأدب والسياسة والثقافة والفكر والاقتصاد في تلك العصور الزاهرة من تاريخنا، فإن مصر، وهي تحتفل اليوم بذكرى ثورتها المجيدة التي أعادت فيها إلى المصريين، وإلى كثير من العرب والمسلمين قدْرًا كبيرًا من كرامتهم، وردَّتْ إليهم قدرًا كبيرًا من اعتبارهم.. مصر التي تحتفل اليوم بذكرى ثورة (يناير) إنما تعيد إلى مثلث الحضارات العراقي السوري المصري القديم الجديد المتجدد دائمًا مكانته واعتباره، وإن احتفالات مصر اليوم إنما تأتي في فترة مختلفة مؤلمة من تاريخ هذه الديار، فالعراق الذي تخلّص منذ أيام من احتلال غربي شديد الوطأة، وسوريا التي تعاني منذ نحو عام من هذه الفتنة الكبرى التي تنوء بأثقالها على كل بلاد الشام.. احتفالات مصر، وانتصارات مصر هذه إنما تأتي اليوم لتشد أزر العراق العربي، ولتشد أزر سوريا العربية، ولتشد أزر العرب في كل ديارهم، ولتبث في نفوس العرب، وفي نفوس المسلمين وقلوبهم نور الأمل والجذل واليقين والتفاؤل والقوة والثقة بالمستقبل.. إن مصر وهي تحتفل اليوم بذكرى انتصارها إنما تنتصر لأمة العروبة والإسلام في كل أقطارها وأمصارها.. وهي إنما تعيد كثيرًا من التوازن الذي افتقدته هذه الديار على امتداد عقود كثيرة خَلَتْ، فلله درك يا مصر!! لله أنتِ يا مصر!! لله أنتِ يا قاهرة المعز قائدةً ورائدةً وهاديةً!! ولله أنتَ يا جيش مصر!! جيش العروبة يا بطل الله معك!!
   لا يسعنا في هذه الذكرى العظيمة إلا أن نشد على أيدي الإخوة المصريين مباركين ومهنئين، ولا يسعنا إلا أن ندعو لمصر وللمصريين بمزيد من الوحدة والوعي والتلاحم والتمسك بالمواقف والأهداف والغايات النبيلة السامية لهذه الأمة العربية، ولا يسعنا إلا أن ندعو لمصر وللمصريين بمزيد من العزة والكرامة والتحرر والخلاص من ذيول العهد الغابر الذي ناء بكلكله على مصر ردحًا من الزمن.. فاسلمي يا مصر، واسلم يا عراق، واسلمي يا سوريا العروبة والإسلام.. واسلمي يا كل بلاد العروبة من الشام لبغدان.. ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان.
24/1/2012
 

السبت، ٢١ كانون الثاني ٢٠١٢

متابعات

أليس من حق هذه الأجيال أن تتعلم؟؟

أ.عدنان السمان

www.samman.co.nr

   إذا كان من أبسط حقوق الناس في هذا العالم أن يحصلوا على المأكل والمشرب والملبس والمسكن, وإذا كان من أبسط حقوقهم أن يعيشوا باحترام وأمن وكرامة في أوطانهم, وإذا كان من أبسط حقوقهم أن يخضعوا لنظم سياسية واقتصادية واجتماعية قائمة على العدل والإنصاف والمساواة بعيدًا عن التسلط والتحكم والطبقية والاستبداد, وإذا كان من أبسط حقوق الناس في هذا العالم أيضًا أن ينصرفوا للعمل والتطوير والبناء والتقدم في مختلف مجالات الحياة, فإن من أبسط حقوق أطفالهم أن يتعلموا , وإن من أبسط حقوق أطفالهم أن يشبوا على هذه المبادئ والأفكار والمفاهيم والقيم والمثل العليا والأهداف النبيلة السامية التي يغذيهم بها منهاج مدرسي واضح المعالم والأهداف والغايات, وكتاب مدرسي أُحكمت فصوله وعباراته, وأُعدت الإعداد الكافي الذي يشد إليه الناشئة, وينير دروبها وعقولها, وينمي مداركها, ويحقق أهدافها وغاياتها.. لأنه لا حياة لأمة بدون علم, ولا علم بدون أجيال تشب عليه, وتترعرع في أفيائه, وتغتذيه مع أشعة الشمس، ونسمات البر والبحر، وحليب الأمهات.
    وإذا كان من الطبيعي أن يتفق الناس في هذا العالم, وأن يختلفوا.. بل إذا كان من الطبيعي أن يتفق الناس في البلاد الواحدة, وفي الوطن الواحد، وأن يختلفوا, وإذا كان من الطبيعي أن يأخذ كل من الاتفاق والاختلاف صورًا كثيرة , وأشكالاً متعددة لا تكاد تنتهي, ولا تكاد تقف عند حد فإن الإضراب عن العمل، والامتناع عنه, والإضراب عن تناول الطعام, وكذلك الاعتصام بكل أشكاله وصوره احتجاجًا على ممارسات معينة, واستنكارًا لإجراءات تلحق الظلم بفئة أو فئات من الناس قد أصبح من ضمن الوسائل والأساليب التي يعبر بها هذا الفريق أو ذاك في كل بلاد الدنيا عن رفضه، أو تذمره، أو احتجاجه، أو استنكاره, ويعبر بها في الوقت نفسه عن مطالبه التي يرى أنها من أبسط حقوقه, معلنا إصراره على الاستمرار في احتجاجه، أو رفضه، أو تذمره, أو استنكاره إلى أن تلبى المطالب التي قد تلبى, وقد لا تلبى .. ولسنا بحاجة لمزيد من التفصيلات, ففي كثير من أقطار هذا الكون مزيدٌ من التفصيلات لمستزيد.
    على أن الأمر الذي لا بد من الإشارة إليه, والتأكيد عليه هو أن يتم ذلك في الوطن الواحد، وبين أبناء الشعب الواحد, والأمة الواحدة في إطار من الود والتفاهم والمحبة والحوار, وضمن الوسائل والأساليب المشروعة التي تحق حقَا, وتزهق باطلا , وتنصف مظلومًا, وتشيع عدلا وإنصافًا وطمأنينة بين الناس, فالحق أحق أن يتبع, فالحق أبلج , والباطل لجلج, ولا بد للباطل ان يزول، وإذا كان لابد من الإضراب، فبعد استنفاد كافة الوسائل ، وإذا كان لابد منه فعلى مراحل، وبخطًى تصعيدية مدروسة لا تلحق الأضرار بالوطن واقتصاده ومؤسساته ونسيجه الاجتماعي, وإنما هو وسلية ضغط لرفع ظلم , وإحقاق حق, وإزهاق باطل , وإنصاف شريحة أو شرائح اجتماعية باتت غير قادرة على مواجهة متطلبات الحياة وأعبائها.. وإذا كان لا بد منه أيضًا, وإذا كان لا بد من السير في الشوط إلى منتهاه, فلا مانع, بعد الإعداد الكافي, والدراسة المستفيضة, والإجماع الشعبي, إذا كان الأمر على هذا الجانب من الخطورة .
       بقي أن يشار إلى ضرورة تحديد المطالب والغايات من الإضراب, وإلى ضرورة أن يتفهم الناس ذلك, وأن يتناغم الشارع مع هذه   المطالب, بمعنى أن تكون ذات أبعاد سياسية, أو اقتصادية, أو اجتماعية, أو ثقافية يرفضها الشارع، كي يكون الناس جميعًا شركاء في تحمل المسئولية , وشركاء في نتائج ما أقدم عليه الناس في هذا الوطن أو ذاك.
     وبقي أن يشار أيضًا إلى أمر في غاية الخطورة , ولعله بيت القصيد هنا كما يقول نقاد الأدب, أعني أن لا يشمل هذا الإضراب، طال أو قصر, من قريب أو بعيد, مدرسة أو جامعة أو روضة أطفال .. ينبغي أن تكون مدارسنا وجامعاتنا بعيدة كل البعد عن كل أشكال الإضراب وأن يكتفى بدقيقة , أو بضع دقائق تعبر المؤسسة التعليمية فيها عن رأيها لا أكثر من ذلك ولا أقل , إن كل ما يمكن أن يجنيه الناس من فوائد لا يساوي شيئا بجانب خسارة يوم دراسي واحد!! . إذ يكفي ما خسره الطلبة من أيام دراسية لا مجال هنا لحصرها، أو ذكرها, أو الإشارة إليها , لأن الناس يعرفون ذلك, ولأن الطلبة جميعًا يعرفون ذلك , وهم الذين يدفعون ثمن ذلك, ولأن أولياء أمورهم المغلوبين على أمرهم أيضًا يعرفون ذلك, ويشيرون إليه_ حين يشيرون_ بمرارة بالغة , وأسًى شديد.
     إن من حق أجيالنا أن تتعلم, وإن من حقها أن تبني هذا الوطن, بعد أن بذلت في سبيل حمايته والذود عنه من دمائها ودموعها ما بذلت ..إن من حق طلبة هذا الوطن أن يتعلموا , وإن من حق الأجيال أن تتعلم, وإن من حق أبناء العروبة في كل أقطارها , وأمصارها أن يتعلموا, وأن يتعلموا ,وأن يتعلموا , وأن يحصلوا على الجوائز , والحوافز والمغريات , وأن يكون العلم في أرض العرب مجانًا, لأن هذا من حق أبناء العروبة, ورحم الله عميد الأدب العربي المرحوم الدكتور طه حسين الذي رفع هذا الشعار, ووضعه بحزم وعزم وإصرار موضع التنفيذ.

21\1\2012








الثلاثاء، ١٧ كانون الثاني ٢٠١٢

سنواصل طريق البناء بكل قوة وإصرار


متابعات
سنواصل طريق البناء بكل قوة وإصرار
www.samman.co.nr 
      أ/ عدنان السمان
    الأديان والشرائع والتشريعات والمبادئ والقيم والمثل العليا ومكارم الأخلاق في هذا الوجود دعت الإنسان إلى الأمانة والاستقامة والصدق في القول والعمل ، ودعته إلى العمل والأمل والاعتماد على النفس والوقوف بقوة وثبات في وجه الصعاب ، كما دعت الناس جميعًا في هذا الوجود إلى التعاون والتكاتف و التكافل والتراحم ، حتى لا يكون في هذا الكون جائع أو محتاج ، وحتى يعيش الناس في هذا الكون بأمن وأمان ومحبة واستقرار واطمئنان ..يأخد كبيرهم بيد صغيرهم وغنيهم بيد فقيرهم ، وسليمهم بيد سقيمهم ، وعالمهم بيد جاهلهم ، وحاكمهم بيد محكومهم .. كل ذلك في مسيرة إنسانية خيرة بناءة تقرب بين الناس ، وتوحد بينهم ، وتؤلف بين قلوبهم ، حتى يكونوا جميعًا مواطنين صالحين ، وحتى يشعروا جميعُا أنهم بنعمة الله إخوانًا متحابين متعاونين متكاتفين متضامنين ، بعيدًا عن التحاسد و التنابذ والتباغض ، وبعيدًا عن الأحقاد والعداوات والخصومة ، وبعيدًا عن العدوان على الناس في اموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم ، وبعيدًا عن العدوان على الناس في أوطانهم ، وأديانهم ، وسلامة أبدانهم ، وكرامة إنسانهم.
     فلماذا لا تكون الحياة حبًّا وعطاءً ومودةً وإخاءً ؟ لماذا لا تكون تعاونًا من أجل سعادة البشرية ، ومن أجل خير أبنائها دون استثناء ؟ لماذا يصر كثيرٌ من الناس في هذا العالم على ممارسة العدوان ؟ لماذا يصرون على استباحة الحرمات ، وارتكاب المحرمات ، وأكل اموال الناس بالباطل ؟ وكيف من الممكن أن يطالب هؤلاء واولئك بحقوقهم ، بل كيف يتحدثون عن الحقوق ، وهم المعتدون الغاصبون الذين يأكلون حقوق الناس دون وجه حق ؟ وكيف من الممكن أن يخلّص الحكماء والأمناء والعقلاء والفلاسفة والمصلحون مجتمعًا تمكنت منه ازدواجية المعايير والمكاييل والمقاييس ، وأصيب كثيرٌ من أبنائه بداء الانفصام ، وتعدد الشخصيات ؟ أرأيت هذا الذي يحدثك – حين يحدث -  عن المحبة والوداد  والتسامح والتفاهم والوئام وهو ألدّ الخصام ؟ لماذا لا يفكر هؤلاء بالعودة إلى الفطرة الأولى التي فطر الناس عليها ؟ لماذا لا يفكرون بالاستقامة والأمانة والصدق مع النفس أولاً ، ثم الصدق مع الآخرين بعد ذلك ؟ لماذا لا يريدون أن يفهموا أن الخط المستقيم هو أقرب الطرق وأقصرها إلى الهدف، مع أن الأمر في غاية الوضوح ، ومع أنه ليس بحاجة إلى أدنى تفكير ، ومع أن كثيرًا من مخلوقات الله في هذه الدنيا تمارسه بالغريزة ، وبدون أدنى تفكير ، لأنها لا تفكر .. أيهما أكثر بدائية هذا المخلوق الذي لا يفكر ، بل يمارس هذا بغريزته ، أم ذلك الإنسان الذي كرمه الله بالعقل ، ثم يعجز عن فعل ذلك الحيوان الأعجم ؟ ومتى رأيتم من هذه المخلوقات الأليفة مَن يخون صاحبه ؟ واسمحوا لي – أيها الكرام – أن أستعمل " مَن " لغير العاقل هنا ، فقد رأيت أنه أولى بها من هذا " العاقل " الذي يخون أمانته ، ويعض اليد التي أحسنت إليه ، ويثبت بما لا يدع أدنى مجال للشك أنه دون مستوى تلك المخلوقات التي لم يكرّمها الله بالعقل كما كرّم بني آدم.
    لا فرق عندي بين هذا الذي يخون أخاه ، أو صديقه ، أو صاحب العمل الذي يأكل منه لقمة عيشه ، وذلك الذي يخون وطنه .. فكلاهما خائن ، وكلاهما متآمر ، وكلاهما يستحق العقاب الرادع .. ولا فرق عندي بين هذا الذي يحرق مكان عمله ، ليحرق بذلك مؤسسة من مؤسسات هذا الوطن التي يفخر بها و يفاخر ، وليحرق بذلك فرص عمل كثيرة توفر لمئات الأسر في هذا الوطن لقمة عيشها ، وليحرق بذلك صرحًا من صروح هذا الوطن الذي بني على امتداد عشرات السنين بهمة وعزم وعزيمة وقوة ونشاط وسهر وتعب وكدٍّ وإصرار وهمة عالية لم تهن ، ولم تضعف ، ولم يتطرق الوهن إليها جيلاً بعد جيل .
     إن هذه الأمة التي عمرت هذه الديار منذ آلاف السنين لن يفتَّ في عضدها تصرفٌ أحمق ، ولن ينال من عزيمتها سهمٌ طائش ، ولن ينال من عزتها وشموخها فعل جبان حاقد .. بل إن هذه الأمة التي عرفت طريقها منذ فجر التاريخ على دروب العمل والنور والتطور والتقدم والبناء ستواصل طريقها بكل قوة وعزيمة وثبات وإصرار ولو كره الكارهون ..سنواصل طريقنا – يا إخوتي – في هذه الديار بكل قوة وإصرار ، وبكل إيمان وثبات على دروب العمل والبناء جنبًا إلى جنب ، ويدًا بيد مع كل العاملين لرفعة هذا الوطن الحبيب ، وعزة إنسانه ، وسلامة بنيانه .
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم  ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العظيم.
17/1/2012

أن كثيرًا من مخلوقات الله في هذ


























































السبت، ١٤ كانون الثاني ٢٠١٢

في يوم الطفل العربي!!




متابعات

في يوم الطفل العربي!!

أ.عدنان السمان
www.samman.co.nr


   لسنا بحاجة إلى من يذكّرنا بأن الأطفال دون سن الثامنة عشرة في الوطن العربي يشكّلون أكثر من نصف سكان هذا الوطن, وأنهم -مع أمهاتهم- يشكّلون أغلبية مريحة من حقها أن تستأثر بنصيب الأسد من ثروات هذا الوطن، ومن اهتمام كباره, ومثقفيه ,ومفكريه, وأولي الأمر فيه..ولسنا بحاجة لمن يذكّرنا بأهمية الأطفال في قانون تعاقب الأجيال، وتغيّر الأوضاع والأحوال..ولمن يذكّرنا بأهمية الأطفال في الثورة على ثقافة النوم، والخمول، والكسل، في بلاد السمن والعسل, وإحياء ثقافة اليقظة والنشاط والتفاؤل والأمل وحب العمل في كل ديار العروبة من محيطها إلى خليجها..وبأهمية الأطفال في التقريب ما بين المسافات, واختصار الزمن بين الثقافات والحضارات..وبدورهم في بيان فضائل التحدي, ومنازل الإصرار والتصدي، ولسنا بحاجة لمن يذكرنا أيضًا بأن من حق الأطفال أن يعيشوا بحرية وكرامة ورعاية في كل أقطار هذا العالم.
    لسنا بحاجة لمن يذكرنا بهذا, لأننا نعرفه حق المعرفة, ولأننا نعرف يقينًا أن هؤلاء الأطفال هم الأمة كلها اليوم وغدًا وبعد غد, وأنهم روحها, وجسدها ومعناها, ومبناها, وحقيقة وجودها وقيمتها الفعلية هنا على أرض وطنها, وهنالك بين الأمم والشعوب في هذا العالم.. فأي معنًى للأمة بدون أطفالها؟ وأي معنًى لها إذا كان أطفالها مقموعين مضطهدين خائفين أميين مجردين من كافة حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية؟ وأي معنًى لها ولهم إذا كانوا مسلوبي الإرادة, مهزوزي الشخصية, فاقدي الثقة بالنفس, يشبّون على المهانة والكذب والنفاق والخداع, ويشيبون على التبعية والمذلة والفساد والتزوير والتفريط بالأوطان والأديان والإنسان؟ وأي معنًى لأمة يربي كبارُها صغارَها على التنكَّر للفضائل, والقيم, والمبادئ السامية, والأخلاق الحميدة, وعلى عبادة الذات, والكفر بكل ما فيه خير البلاد والعباد,وبكل ما فيه مصلحة هذه الأجيال في حياة حرة عزيزة كريمة في وطن حر عزيز سيد مستقل، لا يهادن فسادًا وانحرافًا واستغلالا ًواستغفالاً, ولا يسالم طاغية معتديًا مستهترًا مستخفًًّا بالناس مستعليًا عليهم، مستكبرًا في الأرض, مغتصبًا لحق الناس، في الحياة الحرة, ولحقهم في البناء والإعمار والسيادة على أرضهم, ولحقهم في العيش الآمن الكريم في أوطانهم؟
   إن خير ما يمكن أن تفعله الأمة هو أن تحسن تربية أطفالها,وأن تحسن تعليمهم,وأن تحيي في نفوسهم ثقافة العمل والأمل والعزة والكرامة والتضحية والمثابرة والإخلاص..وإن خير ما يمكن أن يقدمه الكبار للصغار مدارس يعيشون فيها أجمل أيام حياتهم, ويحبونها الحب كله..مدارس تلبي احتياجاتهم, وتنمّي شخصياتهم, وتغرس فيهم الولاء والوفاء لثقافتهم, ولغتهم, وأمتهم, وتاريخهم, ومبادئهم, ومعتقداتهم.. مدارس تعلمهم الصدق, والأمانة, والإخلاص, والاستقامة, وحب الوطن, والتضحية من أجله, والإخلاص للأمة, والعمل من أجل وحدتها, ونصرتها, وعزتها,والوفاء لقيمها, وتقاليدها, وأعرافها, ومقدساتها.. وإن خير ما يمكن أن يقدمه الكبار للصغار مناهج تلبي احتياجات هؤلاء الصغار, وتكفل حقهم في بناء أجسادهم وأرواحهم, وصنع المستقبل اللائق بهم وبالأمة التي ينتمون إليها.. مناهج يستوعبها الطلبة, ويفهمونها, وتشهد على ذلك نتائجهم, وشهادات لجان المتابعة المكلفة بالإشراف على المدارس والمناهج من غير العاملين فيها,ومن غير المستفيدين منها..لجان متابعة من المختصين المستقلين المحايدين أصحاب التجربة والخبرة والمهارة.. وإن خير ما يمكن أن يقدمه الكبار للصغار رعاية صحية تجنّبهم العلل والأمراض, وتكفل لهم نموًّا جسديًّا ونفسيًّا سليمًا, ورعاية اجتماعية, وتوجيهًا للأمهات, وعناية بهنّ, وبأطفالهنّ, ورعاية اقتصادية, وثقافية, وفكرية, ولُغوية تبني ولا تهدم, تجمع ولا تفرّق, تكتشف المواهب, وتصقلها, وتهذبها, وتكتشف المبدعين والموهوبين وترعاهم!!
   ما أحوجنا  إلى كل هذا, وإلى كثير غيره! ما أحوجنا إلى جيل يحترم نفسه, وينشأ على الكرامة والخلق والعزة,ويغتذي لبان العروبة, ويؤمن بوحدة الأرض العربية, وبالدولة العربية, فوق كل أرض العرب, ويؤمن بالعلم والعمل وسيلة لبناء أمة عربية واحدة موحدة متكاملة في سائر أقطارها وأمصارها.. ما أحوجنا لجيوش من الأطباء, وجيوش من المهندسين، وجيوش من الصيادلة،والتقنيين،والمثقفين ،والمفكرين،والكتّاب،والمؤلفين،والأكاديميين،والمخترعين.. وما أحوجنا قبل هذا كله، أو بعد هذا كله للسياسيين المؤمنين بحق أمتهم في الحياة الحرة الكريمة، وبحقها في السيادة والعزة والاستقلال، وبحقها في العيش الآمن الكريم.
   وإذا كنا نحتفل في هذا اليوم الخامس عشر من كانون الثاني بيوم الطفل العربي, فإنه يحسن بنا أن نشير إلى أن الأمم المتحدة قد ضمنت في إعلانها العالمي لحقوق الإنسان كثيرًا من حقوق الطفولة في المساعدة والمساندة والرعاية, بل إن المبادئ المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة قد ضمنت الاعتراف بكرامة أعضاء الأسرة,وبحقوقهم المتساوية, وغير القابلة للتصرف, واعتبرت ذلك أساسًا للحرية والعدالة والسلم في العالم كله.. كما يحسن بنا أن نشير إلى أن الحاجة لتوفير الرعاية الصحية الخاصة للطفل قد ذكرت في إعلان جنيف لحقوق الطفل عام 1934, وفي إعلان حقوق الطفل الذي اعتمدته الجمعية العامة في الثلاثين من تشرين الثاني من العام 1959 والمعترف به في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
   في يوم الطفل العربي لابد من القول إن الاهتمام بالأطفال هو اهتمام بالوطن والمواطن ومستقبل الأجيال على أرض أوطانهم.. وإن إهمال الأطفال هو إهمال للوطن والمواطن؛ فمن أراد خيرًا بهذا الوطن, فليبدأ بأطفاله, فهم عدته, وعتاده, وهم بُناته وحُماته.
وفي يوم الطفل العربي نطالب بحياة كريمة للطفل العربي, وبحياة كريمة للأسرة العربية,وبالكف عن كل مظاهر الاستهتار والاستخفاف بالمواطن..كما نطالب بسيادة القانون, وبقضاء حر نزيه مستقل.
  وفي يوم الطفل العربي لا بد من القول إن من حق الطفل العربي الفلسطيني أن يحيا حياة حرة سليمة على أرض وطنه فلسطين،ولا بد أن يعيش حياةً آمنة مطمئنة بعيدًا عن كل أسباب الرعب والخوف والجوع والأميّة والتوتر والتشرد،وبعيدًا عن كل أشكال التبعية والضَّياع والفساد والانحراف؛لأن هذا من أبسط حقوقه،ولأن هذا هو ما يجب أن يقف على رأس اهتمام أبيه وأمه وأولياء الأمور كل في موقعه،وعلى رأس اهتمام كافة شرائح المجتمع ومؤسساته دون أدنى استثناء.


(15/1/2012)

الأحد، ٨ كانون الثاني ٢٠١٢

لا حياد في الوطن يا شاكر!!


متابعات                                                  لا حياد في الوطن يا شاكر!! أ/ عدنان السمان www.samman.co.nr    لست بحاجة لإقامة أدنى دليل على احترام أفكارك من خلال متابعتي لكثير مما تكتب في "القدس" المقدسية، فما تكتبه يعكس –فيما يعكس- خلقًا وغيرةً وشفافيةً وإيمانًا ووعيًا ليس عليها من مزيد.. وما كتبته عن }"الحياد الإيجابي" المطلوب تجاه الأحداث المأساوية في سوريا الشقيقة{ يعكس أيضًا إضافة لكل ما ذكر رغبةً شديدةً في تجنب الصدام مع كثير ممن أعلنوا أنهم ضد النظام في سوريا، وفي كل أقطار بلاد الشام، متناغمين في ذلك مع كل المحاولات الغربية التي تستهدف ذلك النظام بمختلف الوسائل، وشتى السبل، حتى لو كان ذلك عن طريق الغزو المسلح الذي يطالب به بعض أبناء سوريا من المتفرنجين المقيمين في بعض دول الغرب، أو في بعض دول الجوار، ظنًّا منهم أنهم قد أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على سوريا، وظنًّا منهم أن بإمكانهم أن يلحقوها –بين عشية وضحاها- بهذه الأنظمة العربية الموالية للغرب، وللحركة الصهيونية، وللدولة العبرية المقامة على أرض فلسطين، وظنًّا منهم أنهم قاب قوسين أو أدنى من إلحاق سوريا بهذه المشاريع الإسرائيلية المقامة فوق كثير من بلاد العرب، حتى أن بعض هؤلاء قد أعلن بكل وضوح أنه سيقطع علاقة سوريا بلبنان وبفلسطين، وسيعمل على فتح سفارة إسرائيلية في دمشق عندما يتربع قريبًا على سدة الحكم في سوريا!!!.    ليس من المعقول –يا شاكر- أن نقف على مسافة واحدة من هؤلاء الذين يناصبون سوريا، ويناصبون فلسطين، ويناصبون لبنان وكل بلاد العرب المتحررة أسوأ أنواع العداء، وهؤلاء الذين يموتون دفاعًا عن سوريا، وعروبة لبنان وفلسطين.. ليس من المعقول ان نقف على مسافة واحدة من هؤلاء وأولئك مهما كانت الظروف، ومهما بلغت الضغوط، ومهما بلغت التهديدات أيضًا، وليس من المعقول –يا شاكر- أن "الحياد الإيجابي" هو المطلوب فلسطينيًّا تجاه الأحداث المأساوية في سوريا الشقيقة، لأنه لا حياد في الوطن، ولأنه لا قيمة لأحد بدون وطنه، ولأنه من لا وطن له لا دين له، ولا شرف له!! ولكن من الممكن أن نقف على مسافة واحدة من الإخوة السوريين الموالين والمعارضين داخل سوريا ما دامت معارضتهم سلمية، وما دامت معارضتهم بناءة إيجابية مطالبة بالإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي ضمن الدولة السورية القائمة بكل إيجابياتها، وبكل ثوابتها، وبكل مواقفها المساندة لكل حركات التحرر والتحرير في بلاد العرب، وفي غير بلاد العرب من أقصى شرق الدنيا إلى أقصى غربها.. نقف على مسافة واحدة من الإخوة السوريين في حوارهم، وفي جهودهم المشتركة من أجل النهوض بسوريا، ومن أجل الخروج بسوريا أشد أيدًا، وأشد قوة، وأكثر مقدرة على تحقيق أهداف أمة العرب في كل أقطارها وأمصارها من محيط العرب إلى خليجهم في الوحدة والحرية وإقامة المشروع العربي الواحد الموحد على كل هذه الأرض العربية دون استثناء.    لقد رفضتَ –يا شاكر- أن ينجرَّ بعض الفلسطينيين (لتأييد معسكر داخلي في سوريا ضد معسكر آخر) وتصويب ذلك أن بعض الفلسطينيين قد انجروا لتأييد المنشقين السوريين الخارجين على النظام، المرتبطين بأجندة خارجية أجنبية، الحاملين لهذا السلاح الأجنبي ضد الدولة السورية، وضد الجيش السوري، والأمن السوري، والمواطن السوري، والسياسة السورية المؤازرة للعروبيين والقوميين والأحرار المقاومين الممانعين في كل أقطار بلاد الشام.. لقد ذكرت –يا أخي- أن في سوريا نصف مليون فلسطيني يعيشون مساواة تامة مع إخوتهم السوريين.. وهذا صحيح، مع بعض الإضافات، ومنها أن عدد الفلسطينيين في سوريا هو أكثر من ثمانمئة ألف فلسطيني، ومنها أن لهؤلاء الفلسطينيين ما لأشقائهم السوريين، ومنها أنه إذا تنافس فلسطيني وسوري على مقعد في جامعة سورية، فالأولوية للفلسطيني، ومنها أن الفلسطيني والعراقي واللبناني والأردني والعربي من حقه أن يدرس في الجامعات السورية بدون مقابل، ومنها أن كل هؤلاء مشمولون بتأمين صحي مجاني كامل يشمل زراعة الأعضاء دون أي مقابل، ومنها أن كافة أماكن تواجد الفلسطينيين في سوريا معفاة من الضرائب والرسوم، حتى أن كثيرًا من السوريين يذهبون للتسوق في مخيم اليرموك، أو مخيم فلسطين، وغيرهما من المخيمات.    فلماذا لا نقولها بالفم الملآن: إن سوريا هي الملاذ الآمن لكل الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين، ولكل العرب الذين يريدون خيرًا ببلادهم، ويريدون خيرًا ببلاد العرب، ويريدون خيرًا بمستقبل كل الأجيال العربية على كل الأرض العربية؟ ولماذا ندافع عن قضايانا المقدسة، ومصائر أبنائنا وأحفادنا على هذه الأرض بجهد المُقلّ، وبكلمات خجولة، وبمجاملات لأولئك الذين تنكروا لعروبتهم، وآثروا العيش في خنادق أعدائها وفنادقهم تحت ستار الاجتهاد، وحرية الرأي، وما يسمونه القناعات، وهم أبعد ما يكونون عن كل هذا وذاك؟ ولماذا لا نصيح بملء أفواهنا: بلاد العرب للعرب، وليس للغرب وأتباعه وعملائه وأعوانه وأنصاره وأولياء نعمته وللمضبوعين بثقافته علينا في هذه الديار من يدٍ نغضي لها حين يغضبون؟!!                                                                                                                                                      7/1/2012


الخميس، ٥ كانون الثاني ٢٠١٢

لقاءات عمّان.. والأبعاد الأربعة
أ/ عدنان السمان
www.samman.co.nr
    هذه اللقاءات الإسرائيلية الفلسطينية التي تُجرى في عمان برعاية أردنية بهدف تحريك المياه الراكدة، وكسر الجمود الذي ران على تلك المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية منذ نحو عام ونصف العام، بعد أن فشل الشرق والغرب والعرب والمجتمع الدولي بأسره في تحقيق شيء من النجاح مهما كان ضئيلاً لهذه المسيرة "السلمية" الإسرائيلية الفلسطينية، وبعد أن أخذت أصوات كثير من الفلسطينيين، وكثير من العرب، وكثير من أنصار القضية الفلسطينية تتعالى مطالبة بضرورة اللجوء إلى وسيلة أخرى، أو وسائل أخرى لإحقاق حقوق الفلسطينيين التي لم تشهد منذ عشرين عامًا سوى مزيد من الضياع، ومزيد من الغوص في الأوحال وسوء الأحوال، في الوقت الذي ازدهر فيه الاستيطان، وبني فيه جدار الفصل، وانتشر فيه المستوطنون، وتضاعفت فيه أعدادهم في هذه الضفة الغربية التي يسمونها "يهودا والسامرة" بعد أن وضعوا أيديهم بشكل "رسمي" على أكثر من ستين بالمئة من مساحتها، وبشكل شبه "رسمي" على ما تبقى من هذه المساحة البالغة خمسة آلاف وثمانمئة وتسعة وسبعين من الكيلومترات المربعة، والتي صنفتها اتفاقات أوسلو إلى (أ) و(ب) و(ج).. أما (ج) فهي للإسرائيليين، وتبلغ مساحتها (69%) من مساحة هذه الضفة، أما (ب) فالأمن بها للإسرائيليين، وتبلغ مساحتها (23%) من مساحة هذه الضفة، وأما (أ) (8%) فهي للفلسطينيين ما داموا يحافظون على الأمن، ويلتزمون باتفاقاتهم مع الإسرائيليين، وينفّذون ما يُطلب منهم في معازلهم وكانتوناتهم التي يحاصرهم فيها الإسرائيليون بالطرق الالتفافية، وبالمستوطنات، والمستوطنين، والجدران، والخنادق، والأسلاك الشائكة، ونقاط المراقبة، والمعسكرات، وناقلات الجند، والآليات التي لا تبعد عن مراكز هذه المعازل التي يسمونها المدن سوى خمس دقائق في حساب الزمن!!
     هذه اللقاءات الإسرائيلية الفلسطينية التي وصلت طريقًا مسدودًا منذ أكثر من عام يراد لها أن تُستأنف برعاية أردنية، ولقد كانت لقاءات الثلاثاء (3/1) مشجعة كما قال وزير خارجية الأردن الناطق الرسمي الوحيد باسم هذه اللقاءات التي يخوض غمارها كل طرف من منطلقاته الخاصة به.. فالطرف الفلسطيني يريدها فرصة لقبول الطرف الإسرائيلي بوقف الاستيطان، والاعتراف بحل الدولتين الذي تقوم بموجبه دولة فلسطينية على أرض الضفة الغربية كي يستأنف الطرفان بعد ذلك عملية التفاوض المباشر حول قضايا الحل النهائي.. والطرف الإسرائيلي يرى فيها فرصة لإثبات حسن نواياه، ورغبته في تحقيق السلام، وتمتينه، ليس مع الفلسطينيين وحدهم، وإنما مع كل العرب، كما يرى فيها الطرف الإسرائيلي أيضًا فرصة لنفي صفات التعنت والتصلب والتشدد والتطرف والتهرب من استحقاقات السلام التي بات متصفًا بها منذ أمد بعيد، وهو إلى جانب هذا وذاك يريدها فرصة لتحقيق مزيد من المكاسب على الأرض: من ضم وتهويد واستيطان ومصادرة وإقصاء للعربي الفلسطيني وإلغاء لحقه في العيش على أرض وطنه، ومزيد من المكاسب على صعيد العلاقات العامة، ومزيد من المكاسب على صعيد الحوار من أجل الحوار، والتفاوض من أجل التفاوض، والكلام حبًّا في الكلام، ورغبة في التوصل من خلاله إلى " السلام" الذي يطمح إليه الإسرائيلي، ويرغب فيه،  وهو السلام الذي يصنعه بموجب مقاييسه ومواصفاته ورغباته هو، بعيدًا عن السلام العادل الدائم كما يفهمه الفلسطينيون، وكما يفهمه كثير من العرب في كل ديار العروبة.. أما الطرف الأردني المضيف فيرى في هذه الخطوة فرصة لكسب رضى الطرفين، وفرصة لتوجيه الرسائل إلى الأطراف الفلسطينية التي تُبدي انزعاجها الشديد من هذه اللقاءات التي تجرى في عمّان، وهي رسائل تنطوي على رغبة الأردن في استئناف الدور المصري بعد أن تعثرت الجهود المصرية في هذا المجال لأكثر من سبب، كما تنطوي على رغبة الأردن في محاورة كل هذه الأطراف الفلسطينية المعارضة لعقد هذه اللقاءات، والأطراف الفلسطينية التي لا تعارضها أيضًا، وأهم من هذا وذاك تشجيع الأغلبية الصامتة من الفلسطينيين على الدخول في حوار مع الأردن، وتشجيع المعارضة في إسرائيل، وكافة القوى السياسية واليسارية والمعتدلة الإسرائيلية على ممارسة الضغوط على اليمين الإسرائيلي المتعنت، وعلى محاولة دعم الجهود الأردنية الرامية لحل هذه القضية الفلسطينية بالطريقة التي تحافظ معها على مصالح كل الأطراف، أو على الأقل على الحد الأدنى من تلك المصالح لبعض الأطراف، لأن شيئًا خير من لا شيء، ولأن السياسة –كما يقولون- هي فن الممكن، ولا يخفى ما في هذه الخطوة الأردنية من محاولة واضحة للاضطلاع بدور إقليمي يشد إليه أنظار الغرب بشقيه: الأوروبي والأمريكي، بعد أن فشل هذا الغرب في تحقيق أي إنجاز على صعيد القضية الفلسطينية، وعلى صعيد المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وعلى صعيد حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية التي يتحدثون عنها منذ عقود.
   ومما لا شك فيه أن كافة المواقف والرغبات والمحاولات التي سبقت الإشارة إليها تبقى مجرد رغبات ومواقف وطموحات لا ترقى إلى تطبيق، أو ترجمة عملية على أرض الواقع إلا عند تحقق أحد أمرين: أما الأول فهو قناعة إسرائيلية بضرورة إحقاق الحق في هذه الديار، وبضرورة حل هذه القضية الفلسطينية حلاً عادلاً تعود معه الحقوق إلى أصحابها دون مواربة، ودون غبن، ودون لف أو دوران، وبضرورة تخلي الإسرائيليين عن أطماعهم وأحلامهم في السيطرة على الآخرين، والتحكم بهم، وبضرورة إذعان الإسرائيليين لكل قرارات المجتمع الدولي واستعدادهم لتنفيذ تلك القرارات، والسير في هذا الطريق المؤدي إلى سلام حقيقي شامل وعادل ودائم لكل شعوب هذه المنطقة من العالم.. وأما الأمر الثاني الذي من شأنه أن يبني سلامًا حقيقيًّا في هذه الديار فهو تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي الصادرة بحق فلسطين والفلسطينيين بالقوة التي لا بد من الدخول في تفصيلاتها: صحيح أن قرارات مجلس الأمن ملزمة، ولكن الفيتو الأمريكي يقف دائمًا إلى جانب الإسرائيليين، وهو الذي يحول دائمًا دون تنفيذها.. ولكن صحيح أيضًا أن الأمة العربية قادرة على فرض الحل العادل الذي تعود معه الحقوق في فلسطين إلى أصحابها إذا هي قررت ذلك، وإذا هي ألقت بثقلها في هذا الاتجاه.
   إن لقاءات عمان بأبعادها الأربعة: الفلسطيني، والعربي، والإقليمي، والدولي ستبقى مجرد لقاءات مثل كل اللقاءات والمحاولات التي سبقتها على امتداد عشرات السنين، وستبقى مجرد كلمات وجمل وفواصل في تاريخ القضية الفلسطينية، وفي تاريخ هذه المنطقة من العالم، وستبقى هذه اللقاءات بأبعادها الأربعة هذه مجرد جهود ومحاولات، ومجرد أمان وأمنيات وتمنيات، ومجرد فرص يرى فيها كل طرف نفسه، ويعكس فيها كل بُعد مثالياته ومبادئه وأخلاقياته ورؤاه، دون إحراز أدنى تقدم في هذا السياق.. وسيبقى الفلسطينيون داخل فلسطين التاريخية وخارجها بين لاجئ ومهجر وغريب على أرض وطنه، ولاجئ ومهجر وغريب في ديار اللجوء والغربة والشتات والتشرد إلى أن تُحل هذه القضية الفلسطينية حلاً عادلاً تعود معه الحقوق إلى أصحابها، ويعم فيه هذه المنطقة سلام عادل دائم مقنع مشرف لا غالب فيه ولا مغلوب بإحدى الوسيلتين التي سبقت الإشارة إليهما.. هاتان الوسيلتان الكفيلتان بتحقيق أحلام شعوب هذه المنطقة من العالم، وأحلام الشعب العربي الفلسطيني أيضًا في حياة هادئة هانئة مستقرة، وسلام دائم عادل شريف.. فهل تقوى لقاءات عمّان بعد هذا كله، أو قبل هذا كله، على فعل شيء من هذا؟.
5/1/2012
 

الأحد، ١ كانون الثاني ٢٠١٢

 
في يوم السلام العالمي..متى يتحقق السلام؟؟
 أ.عدنان السمان
www.samman.co.nr
 
      في هذا اليوم الفاتح من كانون الثاني(يناير)رأس السنة الميلادية تحتفل الدنيا كلها بمناسبات وأعياد كثيرة مختلفة، منها ما يتعلق بالسيد المسيح,وبداية عام ميلادي جديد..ومنها ما يتعلق بذكرى انطلاقة عربية فلسطينية استهدفت آنذاك تحرير فلسطين,وإعادتها قطرًا عربيًّا كما كانت.. ومنها ما يتعلق بالسلام والأمن الدوليين,حيث اعُتبر هذا اليوم يومًا للسلام العالمي..يعمل فيه المجتمع الدولي بكل فئاته وأممه وشعوبه ودوله وشخصياته وأطيافه وجهاته ومكوناته من أجل نشر السلام,وثقافة السلام في ربوع هذا العالم.
    هذا اليوم الأول من كانون الثاني هو يوم السلام العالمي الذي أود أن أقول فيه بعض القول بعد أن قلت كثيرًا,وكتبتُ كثيرًا حول هذه المناسبات التي يتضمنها هذا اليوم,ويشتمل عليها فيما يشتمل من أحداث وحوادث ومناسبات وأعياد وانطلاقات.
    في يوم السلام العالمي هذا لا بد من القول إن السلام لا يمكن أن يتحقق بمجرد النوايا,وبمجرد التمنيات والأمنيات والدعوات والاحتفالات..وما دام السلام هدفًا لكل ذي ضمير حي في هذا الوجود، فليتحد كل ذوي الضمائر الحية من أجل صنع هذا السلام..وليتحد كل ذوي الضمائر الحية في هذا الوجود من أجل نشر ثقافة السلام,وحب السلام,ورفع راية السلام عالية خفاقة فوق ربوع هذا الكون..وليعمل كل من يعنيهم الأمر من أجل عالمٍ خالٍ من الظلم والعداوة والاضطهاد والحروب..عالمٍ متعاون متضامن تسوده شريعة المحبة والمودة والتسامح والعدل والعدالة والحرية والاستقرار والأمان.
    وفي يوم السلام العالمي هذا نلفت أنظار كل من يعنيهم الأمر إلى هذه الفتن والمعارك والكوارث والحروب والتفجيرات والزلازل التي تهز كثيرًا من أقطار هذا الكون,ولا سيما في أقطار العالم العربي الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه..ونلفت أنظار كل من يعنيهم الأمر إلى هذه الدماء التي تُسفك,وإلى هذه الضحايا التي تسقط في كل يوم,بل في كل ساعة بالعشرات,وبالمئات..وإلى هؤلاء المشوهين والمنكوبين من ذوي العاهات المستديمة التي تُسفر عنها هذه الحروب التي تدور رحاها في كثير من ديار العروبة والإسلام..كما نلفت أنظار كل من يعنيهم الأمر إلى هذه المشكلات والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تعصف بكثير من تلك الديار..هذه المشكلات والأزمات والكوارث التي ما أتت يومًا من فراغ..وإنما هي أمور قد خطط لها المخططون,ونفذها المنفذون,ودفعت ثمنها الشعوب دماءً ودموعًا وآلامًا وعذاباتٍ وفقرًا وجوعًا وتشردًا وطوافًا في الأرض على غير هدى..وإلى كل من يعنيهم الأمر في هذا الكون نقول إن هذا كله,وكثيرًا كثيرًا غيره مما قد يقال,وقد لا يقال يقع ضمن مسئولية الدول الكبرى التي تحكم هذا الكون,وتتحكم فيه,كما يقع ضمن مسئولية كبرى هذه الدول التي ما انفكت تنهب ثروات الشعوب,وتقطع أرزاق أبنائها,وتقطع أعناقهم,وتدمّر بلدانهم.
    وفي يوم السلام العالمي هذا نشير إلى هذه الاحتلالات و الاختلالات والاعتلالات التي تفسد حياة كثير من الشعوب,وتنشر بينها كل أنواع الصغائر والكبائر والموبقات والمهلكات,وتجردها من قيمها وتراثها وثقافاتها وعاداتها وتقاليدها وموروثاتها ومقومات وجودها وحياتها وتواصل أجيالها,وتحولها إلى مسوخ مزرية,وعلل نفسية واجتماعية واقتصادية وثقافية لا تستطيع عودةً إلى جذورها التي انسلخت عنها,ولا تستطيع اللحاق بمن قلّدتهم وافتتنت بإنجازاتهم من أولئك الخصوم والأعداء,فمشت مشية الغراب,ولعمري فإن هذا لمَن العجب العجاب..وإنه لَلعجب,وإنه أيضًا لَلعجاب,فلتحذروا..ولتحذروا كل سموم هؤلاء وأولئك,وكل أباطيلهم وثقافاتهم الفاسدة الباطلة  أيها الشباب والشوابّ في كل هذه الديار.
     وفي يوم السلام العالمي أيضًا لا بد من الإشارة السريعة إلى شيء مما فعله أولئك الغربيون بأنفسهم من دمار وقتل وتشريد,وإلى شيء مما فعلوه  بغيرهم أيضًا خلال حربين عالميتين فصل بينهما عقدان اثنان فقط من الزمن!!لقد أذاق هؤلاء الغربيون البشرية كلها خلال الحربين المذكورتين ألوانًا لا تُنسى من الكوارث والنوازل والمصائب..ولا بد من الإشارة السريعة إلى ما فعله هؤلاء ويفعلونه أيضًا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا مما يندى له الجبين,وتقشعر لهوله الأبدان!!
     إننا في هذا اليوم ندعو دول مجلس الأمن,ومعها الدولة الألمانية,ودولة اليابان,وكافة دول المجتمع الدولي وأقطاره إلى ضرورة تبني فكر أكثر عدلاً وعدالة,وأقرب إلى تلبية طموحات الشعوب واحتياجاتها..تستطيع من خلال الضرب على أيدي الفاسدين المفسدين العابثين المستهترين في هذا الكون,وتحقيق أهداف الشعوب وآمالها في سلامٍ عادلٍ دائمٍ شاملٍ مقنعٍ مشرّفٍ لا غالب فيه ولا مغلوب .. وفي يوم السلام العالمي هذا لا يسعنا إلا أن نتساءل : متى يتحقق هذا السلام ؟ وهل من الممكن أن يتحقق؟ وكيف يتحقق؟.
          (1/1/2012)