قضية للنقاش
مطلوب مجلس شعبي أعلى للإعلام
أ/عدنان السمان google/
(مدونة وصفحة تواصل facebook)
إذا كان للإعلام كل هذه الخطورة في حياة الشعوب، وإذا كان الإعلامي في كثير من الأحيان هو الذي يضخّم حدثًا صغيرًا، فيجعل منه حدث الموسم، وإذا كان في الوقت نفسه يفرض التعتيم على حدث أو خبر أو تحليل حتى لا يكاد يشعر بحدوثه أحد، وإذا كان لهذا السبب أو ذاك يُبرز هذا الكاتب، أو هذه المجموعة من الكتاب، أو هذا اللون من الكتابة، ومن الفكر السياسي العام، ومن التوجه السياسي في مرحلة معينة، أو بلد معين، وإذا كان لهذه الأسباب، أو تلك، ولأسباب غيرها قد نعلمها، وقد لا نعلمها يُقصي هذا الكاتب، أو هذه المجموعة من الكتاب، ويهمّش هذا الرأي، ويحجّم هذا التوجه، ويقزّم هذه الفكرة، أو يشوّهها، أو يهوّشها، أو ينفيها، وإذا كان الإعلام في كثير من الأحيان بوقًا يسبّح بحمد هذا، ويكيل له الثناء والمديح، ولا يشير إليه إلا بالسبابة إعلاءً لشأنه، وكأنه يردد في وقار، وفي إصرار، ترديد من يعرّف بهذا السيد العظيم أمام مستهزىءٍ به، أو محاولٍ التقليلَ من شأنه في استخفاف: "هذا الذي تعرف البطحاء وطأتهُ//والبيت يعرفه والحل والحرمُ. هذا ابن خير عباد الله كُلِّهمُ//هذا النقي التقي الطاهر العلمُ.هذا ابن فاطمة إن كنتَ جاهلهُ//بجده أنبياءُ الله قد خُتموا. وليس قولك مَن هذا بضائرهِ//العربُ تعرف من أنكرتَ والعجمُ!! وإذا كان هذا الإعلام في الوقت نفسه لا يشير إلا بالوسطى إلى هذا الرجل أو ذاك من عباد الله الذين لم يسيئوا إلى أحد، ولم يأكلوا مال أحد، ولم يعتدوا على أحد، ولم ينافسوا أحدًا على منصب أو مركز، ولم ينظروا إلى ما في يد أحد، لأن الله أغناهم عن ذلك كله بالقناعة، والرضى بالقليل، ومنحهم الطمأنينة، وأعطاهم الانسجام مع النفس، وألهمهم الصدق والصبر، ورزقهم بعد النظر، وكرّمهم بغضّ البصر، وبحسن التبصر في العواقب، وبعدم التهافت مع المتهافتين على عَرَضٍ زائل، ومتاع حقير فانٍ، وزينهم بمحبة الأوطان، والحفاظ على كرامة الإنسان، وسلامة البنيان، وعزة الأديان، ومنحهم القدرة على مخاطبة كلٍّ باللغة التي يفهمها.. إذا كان كل هذا وكثير كثير غيره هو ما نراه، وما نسمعه، ونقرأه في كثير من وسائل الإعلام، وفي كثير من هذه المطبوعات التي تملأ الأرض على رحبها، وإذا كانت كل قضايا الأمة، ولا سيما الكبيرة والجوهرية والحساسة والمصيرية منها بحاجة إلى إعلام نزيه قادر متمكن صادق يبلورها ويوضحها ويتبناها، ويقف منها وِقفة الجندي الشجاع في موقعه، فإنه بات لزامًا أن يُصار في الحال لتشكيل مجلس شعبي وطني أعلى للإعلام يراقب عمل وسائل الإعلام، ويسجل ملاحظاته عليها، ويبدي رأيه فيها، ويستقبل شكاوى الإعلاميين والكتاب والصحافيين والناشرين والأكاديميين وسائر المعنيين بهذا الحقل الذي لا تصلح أحوال الأمة إلا بصلاحه، على أن يكون أعضاء هذا المجلس من الإعلاميين الناجحين المعروفين بمهنيتهم واقتدارهم وطول باعهم وانتمائهم والتزامهم بقضايا شعبهم العربي الفلسطيني، وأمتهم العربية الإسلامية الماجدة.
إن شعبنا العربي الفلسطيني الذي تمرس بالعمل الوطني والنضالي والثقافي والإعلامي، قادر على أن يضع هذا المقترح موضع التنفيذ، وقادر على ممارسة دوره الطبيعي في الرقابة والإشراف، ودوره الطبيعي في تصحيح المسار الإعلامي، ودوره الطبيعي في الحفاظ على شرف الكلمة وطهرها وعفتها، وفي الحفاظ على سلامة قضايا هذا الشعب العربي الفلسطيني، وقضايا هذه الأمة العربية الإسلامية الخالدة، وفي الحفاظ على كرامة الكاتب والصحافي والإعلامي والمثقف والناشر والمفكر، وعلى حفظ الحقوق الأدبية والمعنوية لكل هؤلاء قبل غيرها من الحقوق. أليس كذلك؟
والله الموفق
27/9/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق