المسيرة الشعرية عند علي خليل حمد 1. بدايات ولد علي خليل حمد عام 1939 في بلدة عاقر، قضاء الرملة، بفلسطين؛ حيث كان والده يعمل أحياناً في الزراعة هناك؛ وعاش طفولته في قرية والديه، كفر نعمة، الواقعة غرب رام الله؛ وفي مدرستها الابتدائية أنهى الصف السادس الابتدائي، ثم تابع دراسته في مدرسة صفّا المجاورة؛ ومنها انتقل إلى المدرسة الهاشمية بالبيرة، وهي إحدى المدارس الثانوية القليلة آنذاك؛ وفيها تخرج عام 1957، وتقدم لامتحان شهادة الدراسة الثانوية الأردنية (المترك) في العام نفسه، وكان ترتيبه الثاني في المتقدمين من الضفتين في ذلك الامتحان. ليس من السهل عليه الآن تفسير حصوله على هذه الرتبة المتقدمة؛ ولا سيما وهو يتذكر الظروف المادية والأحوال الصحية بالغة السّوء التي عاشها في السنتين الأخيرتين من المرحلة الثانوية؛ وريما وجد بعض التفسير في الرصيد المعرفي الذي كان قد اختزنه في مرحله سابقة، أو في الخطة الدراسية التي اتبعها في سنة التخرج والعطلة الصفية السابقة لها، أو في استخدامه الشعر لتسهيل حفظ بعض التعاريف وخصائص الأشياء وما إليهما مما يتوقع أن يكون موضع سؤال في امتحان المترك. في المرحلة الثانوية، كان جميع من يعرفونه يرون فيه شاعراً موهوبا؛ وكثيراً ما كان يشارك في المناسبات المدرسية والاجتماعية والوطنية بما ينظمه من قصائد ذات صلة؛ وفي الواقع، كانت ممارسته لقول الشعر قد بدأت في وقت مبكر من حياته- السادس الابتدائي- وكان الغالب على شعره آنذاك القصائد الثورية أو قصائد التمرد، ومن أولى قصائده، على سبيل المثال، قوله:
امتازت قصائد الصبا بجزالة ألفاظها، وبنائها على غرار الشعر القديم باستثناء عدد قليل جداً من قصائد شعر التفعيلة؛ ويعود ذلك إلى ولعه بحفظ الشعر، الذي توافرت له منه بعض الدواوين في مكتبة والده، أو مما كان يزوده به بعض معلمي المدرسة، ومنها: ديوان عنترة، والمعلقات السبع بشرح الزوزني، والشوقيات، ومصرع كليوباترة، وبعض دواوين إيليا أبي ماضي، وملحمة طويلة لاسكندر الخوري عن الحرب العالمية الثانية، كتب على غرارها ملحمة عن الثورة الفرنسية من مئات الأبيات يخاطب في مطلعها لويس السادس عشر بقوله:
كان الغالب على قصائده في هذه الفترة أن تكون قصائد وطنية واجتماعية ثورية، أملتها الحوادث العاصفة في الوطن العربي في خمسينيات القرن العشرين؛ ومما يدل على ذلك مطالع بعضها، مثل: "قسماً بعزّة شعبنا وجلاله"، و"يا رائد العمال والأحرار"، و"يقولون ثارت تونس والجزائر"، و"ملايين مصرٍ ذكركم خلدَ الدهرا". غير أن نهاية هذه الفترة شهدت تحولاً مهما في محتوى القصائد ونغمتها، وذلك من جراء المرض الذي هزّ كيان الشاعر هزا عنيفا، وكتب فيه بعض قصائده، مثل: إذا أيقنت نفسي بإطفاء نورها ورفت رفيف الأقحوان حياتي وأقبل عوّادي معاً وتهامسوا بضعف حصاتي أو بلين قناتي وغيّبت الدنيا فلم أر موضعاً وغُيبت عن نفسي فلم أر ذاتي ومرّت ملايين السنين فما أنا إذن غير ليلٍ زاد في الظلماتِ *** سأطلب حقي في الوجود ورائدي فؤاد بعيد القصد والرغبات ولن تقف الآلام دون مسالكي وإن بقيت فالويل للعقبات فقل للزمان المرّ يا صاح إننا أبينا سوى أن نقحم الغمراتِ سينتصر العلم الرفيع وينقضي من الجهل ما ذقناه من حسراتِ وتخفق أعلام الأماني على الدّنى ويهفو الوجود الحرّ بالنفحاتِ لم تكن مطالعته تقتصر على الشعر، الذي كان يحفظ منه آلاف الأبيات، بل التهم قدراً كبيراً جداً من القصص والروايات المترجمة، مثل: أنّا كارنينا، وأهوال الاستبداد، والحرب والسلام، والأم، وترجمات المنفلوطي، وغيرها، فضلا عن الكتب العربية القديمة من مثل ألف ليلة وليلة، وسيرة عنترة، والملك سيف بن ذي يزن وغيرها، وهو يذكر منها الآن بوجه خاص كتاب "أساطير الحب والجمال عند الإغريق" الذي استلهم منه قصيدة رومانسية بعنوان "كيوبيد وفينوس" يقول فيها: على عرشه العالي كيوبيد جالسٌ وقد جنّت الآفاق من صوته السّحري تنقل مزهوا من الأرض للعلى ومن غسق الظّلما إلى وضح الفجر وأعجبه أن الجميع لصوته مصيخون لولا هزّة الروح للسكرِ فعاد إلى الأولمب عودة شاعرٍ يهيم على بحر الخيال وما يدري كانت للجامعات المصرية مكانة خاصة في خمسينيات القرن الماضي، وكان المترك الأردني يعتبر غير كافٍ لتأهيل الطالب للالتحاق بها؛ ممّا يضطره إلى دراسة سنة إضافية، يتقدم فيها لامتحان التوجيهي المصري؛ وهو ما وقع له في عام 1957، عندما حصل على بعثة من وزارة التربية الأردنية لدراسة الفيزياء في جامعة القاهرة، فكان أن قضى تلك السنة الدراسية 1957-58 في كلية النجاح الوطنية بنابلس، حيث كان العلامة المرحوم قدري طوقان يدرس الرياضيات، في حين يدرس مصرّيون مختصون سائر المباحث الدراسية. في سنة التوجيهي هذه، وجد متّسعاً من الوقت للتمكن من اللغة الإنجليزية، فقرأ كثيراً من القصص والروايات الإنجليزية التي وجدها في مكتبة النجاح، وبدأ ترجمة بعض القصائد الإنجليزية إلى قصائد عربية، ممّا كان قد درس في المرحلة الثانوية وغيرها. أما الحادثة الأكثر أهمية، فيما يتعلق بالشعر، فهي ما وقع للدفاتر التي كان يكتب أشعاره فيها؛ فقد حدث أن داهمت المخابرات بعض المنازل في قريته، وعندئذِ سارع والده إلى جمع تلك الدفاتر وإخفائها في مكانٍ ناءٍ، ولكنها بقيت في مخبئها إلى الأبد! لم يكن حزنه على ما حدث لدفاتره كبيراً، فقد كان يحفظ معظم ما فيها آنذاك، أما الآن فلم يبق منها سوى النزر اليسير، مما يمكن تسميته حطام التماثيل. 2. في جامعة القاهرة بعد التحاقه بقسم الفيزياء في كلية العلوم بجامعة القاهرة، سرعان ما تحول إلى قسم الرياضيات؛ وكان قد أقنع نفسه حينئذٍ بأن موضوعات الدراسة في الفيزياء كانت مختلفة تماما عن تصوراته وتوقعاته، غير أنّ حقيقة الأمر ربما تكون غير ذلك، فهو يعتقد الآن بوضوح أن علاقته بالمجردات أقوى كثيراً من علاقته بالمحسوسات؛ ومن الممكن تفسير الكثير من خياراته وأنشطته في الحياة بوجه عام في ضوء هذا الاعتقاد. لا يبدو هذا التحول من قسم إلى آخر غريباً، ولكن ما يبدو غريبا حقاً هو نشاطه الثقافي المحدود طوال سنوات الدراسة الجامعية؛ وهو يتذكر، بهذا الصدد، أن التحسّن في وضعه الصحي كان بطيئاً رغم تردده على أحد أمهر أطباء القاهرة المتخصصين، وأنّ المرض لم يزل نهائياً إلا بعد سنوات من تخرجه في الجامعة؛ ويذكر كذلك أن وضعه المالي كان صعباً، فقد كانت بعض نفقات البعثة الشهرية تذهب في الإنفاق على عائلته في فلسطين، وكثيراً ما كان ما يتبقى منها لا يصل إليه بانتظام. وليس هذا كل شيء! فهو لم يكن سعيداً بالتقلبات السياسية التي كانت تهز العالم العربي آنذاك؛ كان يرى، خلافا لزملائه، أن وحدة مصر وسوريا وسيلة للتعويض عن انفراط وحدة – وادي النيل- مصر والسودان- وأنها وحدة هشّة مثل الفقاعة المعرضة للانفجار في أية لحظة؛ وهذا ما وقع فعلاً؛ وكان شديد الضيق بالصراعات الحزبية الدموية في البلدان العربية، وهي الصراعات التي لا يستفيد منها إلّا أعداء العرب؛ وكانت آراؤه هذه تسبب له حرجاً شديداً، وتنأى به عن المشاركة الثقافية الواسعة التي كان مهيئا لها في مختلف المحافل والمناسبات. وبالرغم من تراجع نشاطه في كتابة الشعر، في هذه المرحلة، إلّا أنه يمكن التمييز بين فترات مختلفة فيها من حيث درجة هذا النشاط: أ) الفترات الأكثر نشاطا، وهي فترات العطل الصيفية التي كان يقضيها في قريته في فلسطين، حيث كانت القصائد التي كتبها فيها امتداداً لما كان يكتبه في المرحلة السابقة: ترجمات عن الانجليزية وأشعار وطنية ووجدانية نشرها من بعد في ديوان صغير بعنوان "عالمان في ديوان". ب) الفترات الأقل نشاطاً، وهي الفترات التي قضاها في القاهرة في أثناء دراسته الجامعية؛ وتشتمل على ما كتبه بالاشتراك مع زملاء وأصدقاء مصريين أو منفرداً. والغالب في هذه القصائد الأخيرة- وهي للتسلية- أن يكون موضوعها الرياضيات، وإن لم تخل من بعض القصائد الاجتماعية والوجدانية؛ ومثال النوع الأول، القصيدة التي كتبت على غرار ألفية ابن مالك في النحو، ومطلعها:
ومن القصائد الاجتماعية القصيدة التي مطلعها هاتي سجائرك البلمونت واسقيني: وهل تروق حياةٌ دون تدخينِ وهي قصيدة أعاد كتابتها فيما بعد ضمن مجموعة معارضاته، لتصبح قصيدة وطنية هادفة، ومطلعها شرب السجاير من حين إلى حينِ فيه العزاءُ لأقوامٍ مساكينِ أما القصائد التي كتبها منفرداً، فقد كان أكثرها شيوعاٍ قصيدته في ذم الرياضة (الرياضيات) وكلية العلوم التي كتبها في السنة الأخيرة من دراسته الجامعية، وهي تذكّر بقصيدة إبراهيم طوقان في معارضته لقصيدة شوقي: قم للمعلّم وفّه التبجيلا، ومطلعها:
ومنها
وتنتهي القصيدة بالأبيات
بالرغم من أن هذه القصيدة وغيرها ممّا كتب في هذه الفترة كانت قصائد قليلة العدد، إلا أنها كانت في واقع الأمر البذرة الصغيرة التي تحولت إلى شجرة كبيرة وارفة الظلال في قصائد " المعارضات" التي كتبها بعد التخرج، وهي القصائد التي ستصبح قصائده المفضلة فيما بعد. في هذه الفترة أيضاً أتم ترجمة خرافات إيسوب عن ألإنجليزية، وهي حكايات على ألسنة الحيوانات، وعددها 110 حكايات، على غرار الحكايات التي نظمها شوقي على ألسنة الحيوان، ومنها على سبيل المثال حكاية (القمر وأمّه): مضى القمرُ الوضّاح يوماً لأمه: وقالوا اصنعي ثوباً يلائمني قدْرا فقالت له: أنّى، وفي كلّ ليلةٍ: أرى لك شكلاً ليس كالليلة ألأخرى هلالاً بإحداها، وبدراً بغيرها: وتبدو بأخرى لا هلالاً ولا بدرا ومن رام أن يرضى امرَءاً متقلبا: فقد كلف النفس المشقة والعُسرا 3. عالمان في ديوان كان قانون البعثات في وزارة التربية الأردنية يقضي بأن يعمل المبعوث سنتين حيث تشاء الوزارة مقابل كل سنة من سنوات دراسته على حسابها؛ ويعني هذا أن عليه العمل عشر سنوات حيث تعينه الوزارة؛ وبناءً على ذلك عُيّن معلما للرياضيات في المدرسة الرشيدية بالقدس عام 1963؛ ومنها نقل إلى المدرسة الصلاحية في نابلس حيث بقي يدرّس الرياضيات حتى عام 1980 عندما عُيّن موجها للرياضيات في مديرية التربية والتعليم بنابلس. وفي عام 1964 نشر مجموعته الشعرية الأولى في كتاب بعنوان "عالمان في ديوان"؛ تشير كلمة "عالمان" إلى اشتمال الديوان على مجموعتين من القصائد: الأولى قصائد وطنية في معظمها كان قد نشر بعضها في الجرائد والمجلات المحلية: "الدفاع" و "الجهاد" وغيرهما؛ والأخرى مترجمة عن الشعر الإنجليزي، وقد علّق مقدّم الديوان الشاعر عبد الرحيم عمر على هاتين المجموعتين بقوله: "ونقف مع شاعرنا، يتصدى لشكسبير، ووردسورث وبقية من تصدى لهم في ترجماته، لنلمس أمرين: أولهما استيعاب جيد لمضامين هؤلاء الشعراء. وثانيهما؛ محاولة إخضاع هذه المضامين للقالب الفني العربي في الشعر، ورأيي أن الشاعر قد أرهق نفسه وأرهق ترجماته بما فرض على نفسه وعلى ترجماته من قيود العروض التي أخذ الشعر العربي نفسه يتخفف منها، وكان أيسر وأجدى لو أنه تخفف من كل قيد يمكن أن يعوقه في سبيل أن يقدم ترجمات أقرب ما تكون إلى الأصل يتناسق فيها الشكل والمضمون وإن أمكن فالنغم كذلك، ويقيني أن الشاعر لو فعل ذلك لكان أقرب إلى الهدف الذي رمى إليه" "أما في عالم الشاعر الآخر أقصد عالم قصائده، فصليب النكبة مرسوم على صدر الشاعر، يطلّ في أكثر من موقف في قصائده، والأمس المرّ خط ينتظم المجموعة حتى ليكاد يصبح عمودها الفقري؛ ويكاد يلوّن كل رؤى الشاعر بلون الحزن الذي يتراوح بين اليأس الهادئ الحزين حينا وبين الثورة المكابرة حينا آخر، وبين الأسف المجروح حينا ثالثا..." بعد مرور أكثر من أربعين عاماً على نشر ديوان "عالمان في ديوان"، يقف الشاعر موقفاً مختلفاً عن موقفه تجاه قصائده عند نشره؛ فهو يرى الآن المجموعة الأولى (غير المترجمة) منها دون المستوى المطلوب في شعريتها، ولا يجد متعة كبيرة في قراءتها باستثناء عدد قليل منها، مثل قصيدة "البلبل" التي يبدؤها بقوله:
وينهيها بقوله:
وكذلك قصيدة "رام الله الجميلة" التي يبدؤها بقوله:
وينهيها بقوله:
يختلف الحال تماما مع المجموعة الأخرى المترجمة، أي القصائد المترجمة التي يحسّ بمتعة متجددة في قراءة معظمها المرة بعد المرة؛ ومن أحب هذه القصائد إلى نفسه قصيدة "إلى ألثيا من السجن" للشاعر "ريتشارد لفليس"؛ ولعله كان متأثرا في بناء الترجمة بترجمة علي محمود طه لقصيدة القبرة للشاعر " شلي"؛ ومطلع قصيدة " لفليس": إن رفّ يوماً كيو بيدٌ بأجنحةٍ سحريّةٍ لم يعقها قيد سجّانِ على جناحية نهفو ألثيا طرباً كالطير تهمس لي من خلفِ قضبانِ وقد طوى مهجتي من شعرها شركٌ وسمّرتني بقيد السحر عينانِ هل تعرف الطير في الأجواءِ هائمةً حرّيتي وأناشيدي وألحاني؟ ولا تقلّ عن القصيدة السابقة حبا في نفسه القصيدة الأخيرة في ترجمات الديوان، وهي بعنوان مرثية –أو مرثية كتبت في مقبرة ريفية- للشاعر"توماس غراي"، والقصيدة طويلة تنتهي بالأبيات الآتية: كم طوى اليّم درةً تسحر الأبصار غشّى على سناها الماءُ كم طوى القفر وردة لم تمتّع بشذاها وعرفها الأحياءُ أزهرت في الرمال لم ترها عينٌ ولفّت عبيرها الصحراء! كان حظ ديوان "عالمان في ديوان" غير سعيد عند النقاد، فقد هاجمه بعضهم (خليل السواحري) بشدة؛ ولم يكن حظ جيب صاحبه أحسن حالاً، فقد تواصل اقتطاع قسم كبير نسبياً من راتبه عدة شهور لدفع تكاليف طباعة الكتاب،دون أن يسترد من تلك التكاليف شيئاً! 4. المعارضات قصائد المعارضات هي أحب قصائد الشاعر على نفسه وآثرها لديه؛ وإذا كان قد كتب بعض المعارضات في سنوات دراسته بالجامعة، إلا أن الأمر أصبح شبيها بالاحتراف في عام 1964، واستمر كذلك عدة سنوات بعدئذٍ. قد يصح القول إن كتابة المعارضات كانت تجديدا لقصائده الثورية والوطنية والاجتماعية التي بدأ بها حياته الشعرية. وهذا القول أكثر انطباقاً على المعارضات التي كتبها قبل نكسة حزيران عام 1967. اختيرت القصائد "المعارضة" بحيث تكون مألوفة للجمهور والمثقفين من أجل أن تكون ذات وقع أعظم؛ فكان من بينها قصائد مغنّاة لكبار المطربين والمطربات في العالم العربي، مثل: محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، وفيروز؛ كما كان منها قصائد لكبار الشعراء المحدثين والقدماء، مثل: أحمد شوقي، وعلي محمود طه، ونزار قباني، والمتنبي، وابن الفارض، وأبي فراس، وعنترة. يغلب على المعارضات أن تتقاطع مع القصائد الأصلية في الوزن والقافية وبعض التعبيرات، أما الموضوع فقلما تشتركان فيه؛ كما أن لغتها أكثر سهولة بوجه عام، وربما اشتملت على كلمات أو عبارات عامية في بعض الأحيان. وتجدر الإشارة إلى أن شخصية الشاعر: الموظف الفلسطيني المنتمي إلى الطبقات الكادحة بارزة بوضوح في كثير من تلك القصائد. قد يمكن تصنيف المعارضات بحسب الموضوع: المرأة، الوطن، الاجتماعيات،...؛ وقد يمكن تصنيفها أيضاً بحسب المرحلة أي ما قبل 67 وما بعدها، حيث تمثل المجموعة الأولى الهم المجتمعي بدرجة كبيرة، في حين تمثل الأخيرة الهم الفردي للشاعر، وتوجهات شكلية هزلية في بعض الأحيان. وهذا التصنيف الأخير- بحسب المرحلة- أبسط من سابقه وأسهل إلا أنّ هذا لا يعني انتفاء التقاطع للتوجهات بين كلتا المجموعتين فيه. تمثل القصيدة الآتية معارضات المجموعة الأولى (خنفوس) (معارضة قصيدة الحصري: يا ليل الصب متى غده؟)
وتمثل القصيدة الآتية معارضات المجموعة الثانية (ابن الفارض في المطعم) [معارضة قصيدة ابن الفارض: سائق الأظعان يطوي البيد طي)
أين حقي؟ - ليس من مالٍ معي - أطلب الشرطة؟ - اقطع أذنيّ! 5- حزيران 1967 تركت نكسة حزيران جرحاً بليغاً في نفس الشاعر، لعلّه لم يتعاف منه حتى الآن؛ ولم يعد ذلك إلى أنه فؤجي بالهزيمة نفسها، بل لردة الفعل المخزية في العالم العربي التي تمثلت في ترسيخ أقدام أصنام الحكم، والتهليل لأبطال الهزيمة في مختلف المؤتمرات، والذين ذكرنا أبو سلمى بما فعل أسلافهم من قبلهم في عام 1948 بقوله: أيها الحاملون ألوية العارِ تخلّوا عن حومة الميدانِ إنّ جيشاً يكون حرباً على الشعب ذليلٌ إذا التقى الجمعانِ ربما لم تكن نكسة حزيران العامل الوحيد في التغير الذي طرأ على موضوعات الاهتمام في شعره؛ ولكن التغير كان حاسماً على كل حال، فقد حلّ الهم الفردي محلّ الهم الجماعي بوضوح في معظم قصائده. وكانت الأشعار التي كتبها بعد النكسة مباشرة –خلال شهرين تقريبا- عبارة عن مقطوعات قصيرة في معظمها، فيها الكثير من الإحساس بالألم، وربما يكون عنوانها الأفضل "قصائد غاضبة"، ومنها على سبيل المثال لا تقولوا هذا التأخر فينا جلبته الأقدار أو سوءُ حظِّ إنما ذنبكم على كلّ شيخٍ بادنٍ أجرب الغريزة فظِّ بدّد المال في ملاهي فينّا بين محظيّةٍ هناك ومحظي وفي مقابل البؤس الجماعي الذي جلبب كل شيء بالظلام، شهدت حياة الشاعر الخاصة تغيرات إيجابية، أبدلته من عُسره يُسرا، ومكنته من بناء أسرة كانت ميمونة الطالع؛ فقد اختفى مع مقدمها المرض الذي كان يؤرق لياليه وأيامه منذ زمن بعيد. ولم يقتصر التغير في الشعر على الموضوعات أو المحتوى بل برز في الشكل أيضاً، وتجلّى ذلك في شكلين رئيسين، هما: القصائد المطولة وقصائد التفعيلة. * القصائد المطولة وهي أربع قصائد طوال، من الشعر العمودي، تتجاوز الواحدة منها مئة بيت، في موضوعات الحب، والحرية، والحياة، والألم؛ تذكّر قارئها بشعر علي محمود طه من حيث ألفاظها وتعبيراتها الشفافة المجنّحة، ومبناها الشعري. وهي: 1. الحب والألم، ومطلعها
2. الحصى الأخضر، ومطلعها
3. الأرض والشاعر، ومطلعها:
4. صبّ لي كأسي، ومطلعها:
من أمثلة أشعار هذه القصائد الأبيات الآتية من قصيدة "صب لي كأسي"، وهي بعنوان (الوصايا العشرة)
وقصائد التفعيلة جاءت هذه القصائد متزامنة مع القصائد المطوّلة أو تالية لها؛ وهي وإن لم تكن أول ما كتب الشاعر من هذا النوع من القصائد، فقد كتب بعضاً منها في البدايات وما بعدها، إلا أنها امتازت بغزارتها واختلاف موضوعاتها أو توجهاتها بالقياس إلى الفترات السابقة. محور هذه القصائد هو قوة الإدارة والحرية الفردية والإنسانية؛ والتفعيلة الأكثر تكراراً فيها هي تفعيلة البحر المتدارك –الخبب- "فعلن" وتشكلاتها. تختلف هذه القصائد فيما بينها من حيث النغمة السائدة فبعضها يغلب علها الحزن، وبعضها يتحاور فيها الحزن والتحدي، وبعضها تتملكها "باخوسيّة" أو "نيتشوية" بالغة الوضوح. من أمثلة النوع الثاني، المقطع الآتي من قصيدة مهداة إلى الصديق الكاتب عدنان السمان، وهي بعنوان "الشعر والزمان": كان الحرف مع المتنبي ينقلب إلى دينارْ وبيوتٌ من نظم الأعمى تفعل وتفكّ حصارْ وديا لكتيك أبي تمامَ يغلّ جواري كالأقمارْ لكنّ الحرف اليومْ لا يؤكلْ لا يشربْ لا ينسج منه ثوبْ لا تبني منه دارْ فلماذا إهدار الساعات بمحراب الأشعارْ؟ ومن النوع الثالث المقطع الآتي من قصيدة الإنسان الزورباوي: إنسانٌ يولد أنّى شاءْ وهو الإنسان الزورباويّ الرائعُ والجبّارْ فإذا راقته الفكرة أطبق نابية عليها كالثمرةْ إذ هي نَضِرةْ ومتى زايلها نُسغ الإعجابْ سقطت من فمه منسيّةْ منطلقاً يبحث عن أخرى زوربا! لا تعني هذه الأمثلة أن قصائد التفعيلة هذه كانت خالية تماماً من القصائد الجمعية أو الوطنية؛ ولكنها جاءت رمزية كما ينبغي لها أن تكون بصفتها شعراً حديثاً؛ ومن هذا النوع من القصائد، على سبيل المثال، قصيدة (الطير لن تموت) الطير لا تموتُ عندما ينزع منها الريش يموت منها واحدٌ، إثنان، أو ثلاثةْ وإنّما تنقّر الثمار والجذور والترابْ لكنها تموتُ عندما تريد أن تموتْ! ... الطير لا تموت ياحبيبتي متى تهاجرْ لكنها تموت إن ضلَتْ عن الطريق ... الطير لا تموت عندما تسقط من أعشاشها خضيبةْ لكنها تموت يوم ترتدي ملابسها الفئرانْ ولا تعود تذكر الغصونْ! ... الطير لا تموتْ جميعها بل الذي يريد أن يموت وحده يموتْ! قصائد أخرى استغرقت المطوّلات وقصائد التفعيلة معظم إنتاجه الشعري في الفترة 1968-72، باستثناء قصائد وجدانية عاطفية قليلة، يتصف بعضها بالحزن الصامت، وبعضها بالمكابرة في الحب؛ ومنها قصيدة أنت: (أنتِ)
ومنها قصيدة ( ما إلى سالف الهوى من رجوعِ) ما إلى سالفِ الهوى من رجوعِ حُلُماً كان وانقضى في هجوعي فاتركيني يا من خبرتُ وشأني لم أَعد بالمضلّلِ المخدوعِ أو ما حطّمتْ يمينك كأسي بعد ما قد ملأتِها من دموعي؟ فاذهبي للجحيم أنت وكأسي وشظايا الأسى التي في ضلوعي ... جَهِلَتْ نفسك الوضيعة روحي يومَ ظنّت فيما ابتسمتُ خضوعي ونجومي التي تلألأُ نوراً حسبتْها عيناك بعض الشموعِ وأغاريديَ الصّميمة للفنِ تخيلتِها مرارة جوعي فاذهبي للجحيم ليس بوسعي زرع ورد الغرام بين الصقيعِ ... أَو لمّا تفتّح الورد وحولي وهفا طيرة إلى ينبوعي جئتِ؟ ما تبتغين منّي؟ أحبّاً؟ يا له من تواضعٍ مطبوعِ! أو بعد الأمس الذي مات ذبحاً تتمنيّن في الغرامِ وقوعي فاذهبي للجحيم أو فأعدّي لي شباك الهوى فلن تستطيعي ... أنا حرٌّ، ملء السماءِ صداحي والربى كلها تشي بربيعي أنا حرٌّ، يدغدغ اليّم مجدافي وتجري الرياح خلف قلوعي أنا حرٌّ، سرّ الفراشات من سرّي ومعنى نزوعها من نزوعي فاذهبي للجحيم ما عاد قلبي: ملك أنثى فإنّه للجميعِ ومن هذه القصائد أيضا آخر ما كتب من القصائد قبل رحلة الترجمة، وهي قصيدة " دموع على تل الزعتر" التي مطلعها
والتي تنتهي بالبيتين:
6. الترجمة بدأت ممارسته الاحترافية للترجمة في أواخر السبعينيات مع صدور جريدة الفجر المقدسية- منذ عددها الأول- حيث كان يترجم فيها مقالات سياسية وثقافية من الإنجليزية والفرنسية، وفي إطار عملية الترجمة هذه قام بترجمة عدد من الكتب نشرت في هيئة مسلسلات في جريدة الفجر، وهي: الجذور، والموساد الإسرائيلي، واقتصاد الضفة والقطاع: مكاسب وأعباء. في عام 1981، عيّن مشرفاً للرياضيات في مديرية التربية والتعليم بنابلس، وكان أكثر ما شغله في هذه الوظيفة إدخال الحاسوب في المدارس؛ وقد قام أولا بحوسبة قسم الإشراف في مديرية التربية، وكذلك بحوسبة جزئية في بعض مدارس المدينة (مدرسة ابن الهيثم)؛ وبعد موافقة الإدارة المدنية على إنشاء مختبرات للحاسوب في بعض مدن الضفة، قام بدور رئيس في تفعيل هذه المختبرات، وبخاصة عندما ألف كتابا مقرراً للصف العاشر الأساسي بعنوان " مقدمة في الحاسوب" بالتعاون مع الزميلين الدكتور الشهيد خالد صلاح والدكتور عبد الرزاق طوقان من جامعة النجاح؛ وهو الكتاب الذي أصبح مقرراً اختياريا لطلبة الصف العاشر في مدارس الضفة في عام 1993، العام السابق لقدوم السلطة الوطنية الفلسطينية إلى أرض الوطن. ولم يقتصر نشاطه في مجال الحاسوب على التربية واتعليم، بل قام بإعداد برامج مختلفة منها: حوسبة العروض العربي، وبرمجة الإحصاء التحليلي التي استفاد منها طلبة الماجستير في جامعات الضفة، وبرامج أخرى متنوعة. وفي عام 1994، تمكن من تحقيق الهدف الذي كان قد أجل محاولة بلوغه سنوات طويلة، وهو الترجمة الكاملة لسونيتات شكسبير وعددها 154 سونيتة؛ وهو وإن كان قد ترجم بضع سونيتات منها في صباه، إلّا أنه في هذه السنة، أعاد ترجمتها وفقا للمنظور الجديد الذي اقتنع بصحته حول مناسبة تأليف شيكسبير لها، وخلاصته أنه لم يكن يتحدث فيها- أو في معظمها- عن جمال المرأة وجاذبيتها، بل عن جمال صديقه وحبيبه الأمير، الذي أراد من كتابة تلك السونيتات حثه على الزواج، لاستدامة جماله وجاذبيته في عقبه من بعده؛ ولعلّ هذا ما عناه الشاعرفي أولى سونيتاته حيث يقول: إن أردنا من الحسان مزيدا فأماناً للحسن من أن يبيدا كلّما يانعٌ ذوى منه يوماً: جاء غضٌّ منه فعاد جديدا تشتمل هذه السونيتات، وعددها 154، على موضوعات مختلفة، منها: الحب، والجمال، والصداقة، والشعر، والزمن، وغيرها؛ ومنها في الصداقة السونيتة الآتية رقم (30):
7. التأليف بالرغم من حبّه الشديد للترجمة، ورغبته القوية في أن يصبح مترجما، وإيمانه الراسخ بأهمية دور الترجمة في نهضة البلد وتقدمه؛ إلا أن ضعف موارده المالية، ومشكلة حقوق الطبع، وغياب دور النشر المحلية المهتمة بالترجمة، وغير ذلك من الصعوبات جعلته يتخلى عن الترجمة الاحترافية إلى مشروع التأليف. ومنذ بدء مشروع التأليف، اختار أن يكون بالاشتراك؛ فصدر الكتاب الأول منه بالاشتراك مع الأستاذ المرحوم بشير خنفر، وهو: "دراسات في علم الفلك المعاصر" في عام 1980. وفي مجال التأليف بالاشتراك صدر له مع الدكتور محمد سليم اشتية عدد من المؤلفات في علم البيئة وعلم الإحصاء (6): حماية البيئة الفلسطينية، ومبادئ علم الإحصاء، وشجرة التين... ومع الدكتور محمد جواد النوري عدة كتب في اللغويات (6): دراسات في المكتبة العربية، وفصول في علم الأصوات، ودراسة في المعاجم العربية... ومع الدكتورة إلهام أبو غزالة وروبرت ديبوغراند وولفغانغ دريسلر في اللغويات كتاب "مدخل إلى علم لغة النص". ومع الدكتور الشهيد خالد صلاح والدكتور عبد الرزاق طوقان عدة كتب في الحاسوب والبرمجة (6): مقدمة في الحاسوب، والبرمجة بلغة باسكال،... ومع الأستاذ محمد عالية كتابان بعنوان " أتعلم الرياضيات"، ومع الأستاذ عبد العزيز جودة كتابان بعنوان "I Learn English"، ومع الدكتور عبد عساف كتاب "حكايات شعبية" فلسطينية للأطفال". كما ألف في هذه الفترة كتباً تعليمية لرياض الأطفال (5) منها كتابان بعنوان "أتعلم العربية". لا بد ّ أن يكون مشروع التأليف هذا قد شغله عن الشعر، فلم يكتب في أثناء فترة عمله في الإشراف التربوي من 1980-1999، وهي سنة التقاعد سوى قصيدة واحدة, وهي عن الانتفاضة الأولى بعنوان "باقون". باقون بقينا كما تبقى النجوم الطوالع ُ وإن غاب مناّ واقعٌ ثم واقعُ وما بليت منّا النفوس لأننا: نحاول ملكاً، والبقاء التنازعُ بقينا كما شاءت أميّةُ عصبةً: نضاليةً لم تجلُ عنها الوقائعُ بقيّة قومٍ للرصاص جسومهمْ: وللقدسِ ما ضُمّت عليه الأضالعُ بقينا وفينا من شمائلِ طّيءٍ: وشيبان مِسكٌ في الأحاديث ذائعُ إذا ذكرت ذوقار كادت صغارنا: من التيّهِ لا تقوى عليها المراضعُ بقينا إذا ما الليل أرخى سدو له: أضاء بنا الفاروق فالفجر ساطعُ أبا الفتح لا وَهْنٌ وأنت أمامنا: ولا غايةٌ تنأى، ولا حقّ ضائعُ بقينا تغني الضاد في لهواتنا: وتمرح في الأسماع منها المقاطعُ إذا رشفت نفسٌ من الضاد رشفةً: فألف مُحالٍ عن هواها التراجعُ بقينا على عهد الجدود ودأبهمْ: نباريهمو حيناً، وحيناً نتابعُ يسابق في أوطاننا الوالدَ ابنُه: ويصنع مجداً كالذي هو صانعُ بقينا وحبُّ القدسِ في كلّ ليلةٍ: بنا للعيون المقدسيّة راجعُ بلادٌ هواها إن يكن أجمل الهوا: فأجمل منه في هواها المصارعُ بقينا كما شاءت فلسطينُ راحةٌ: تشيد وأخرى عن حماها تدافعُ وما حجرٌ تبنى البوت بمثلهِ: بأكرمَ ممّا أرسلته المقالعُ بقينا بأجواءِ العروبة أنجماً: تضيء وليل الجهل في الشرقِ واسعُ ولولا أيادٍ من فلسطين ما ربا: بها القفر واهتزّت عليها المرابعُ بقينا إلى أن زيّن الأفق فوقنا: نداءٌ على حب العروبة قاطعُ فأبيض وضاحٌ وأسود حالكٌ: وأحمر ورديٌّ وأخضر يانعُ بقينا ليومٍ تحضن الأرضُ أهلها: ويجمعها فيه إلى الضادِ جامعُ وما العمرُ إلّا ليلةٌ عربيّةٌ: بها الفجر حتى آخر الدهرِ طالعُ! 8. ما بعد رحلة التعليم قبل تقاعده من الخدمة المدنية في عام 1999، كان قد انضمّ إلى فريق إعداد المناهج الفلسطينية، واشترك مع د. عزيز الدويك، و د. وائل قعدان، والأستاذ توفيق الطاهر في تأليف الكتاب الذي كان باكورة عمل مركز المناهج وهو" التربية السكانية في فلسطين: الكتاب المرجعي" عام 2000. وبين عامي 2000 و 2006 اشترك في تأليف مقررات الرياضيات للصفوف (1-5) الأساسية، وللتوجيهي العلمي، وأدلة المعلم في الرياضيات للصفين 4، 6، ومقررات اللغة العربية للصفين 7، 9، ومقرر تعليم الكبار وهو كتاب "مع الحياة". وفي عام 2003 عمل في "مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان"، وألّف بالاشتراك عدداً من الكتب في مجال حقوق الإنسان، ومنها: · حقوق الإنسان في مناهج التعليم الديني العالي "في فلسطين (محرراً مع الدكتور إياد البرغوثي). · في التعليم الديني العالي وحقوق الإنسان (بالاشتراك مع الدكتور ناصر الشاعر والأستاذ إياد دويكات). وهو الآن عضو في هيئة تحرير محلة تسامح الفصلية التي يصدرها المركز، ويكتب فيها موضوعات ثقافية وتربوية ذات صلة بحقوق الإنسان، كما أنه يسهم بكتابة مقالات تربوية في نشرة "تعليم حر" التي يصدرها المركز أيضا. في عام 2007 ألّف –منفردا- كتاب "التسامح في فكر إدوارد سعيد"، وهو من إصدار مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان. وفي عام 2008 ألّف بالاشتراك كتاب "الدليل المرجعي في التربية البيئية"، وهو من تحرير الأستاذ جورج كرزم، وإصدار المركز التنموي للبيئة "معا". له كتابات فكرية متنوعة في المجلات المحلية، مثل: "رؤى تربوية" التي يصدرها مركز القطان، وآفاق البيئة والتنمية (مجلة إلكترونية) التي يصدرها "معا"، والطريق، وغيرها. أحدث ما كتب من الأشعار هي المجموعة الشعرية التي عنوانها: "الشعراء يغنون لحقوق الإنسان" (2004) والمجموعة الشعرية التي عنوان "أرجاز في حقوق الإنسان" (2003). تمثل المجموعة الأولى مقطوعات أعاد كتابتها على لسان الشعراء العرب منذ امرئ القيس وطرفة وعنترة إلى إبراهيم طوقان وأبي سلمى وعبد الرحيم محمود، ومنها: (حزن صامت)
طرفة بن العبد (كرم لا معقول)
(البحتري) (كيمياء المال)
(ابن الرومي) (رفض الحداثة)
(أحمد فارس الشدياق) (السلام العادل)
(عبد الرحيم محمود) ومن المجموعة الثانية الأرجوزة الآتية بعنوان (تنوّع الأسماء والآراء)
|
عزيزتي .. عزيزي
ما أجمل أن نلتقيَ على كلمة طيبةٍ في كلَّ يوم ! ما أجملَ أن نلتقيَ لِنحقَّ حقا ، ونزهقَ باطلا ونحيي ثقافة ، وننصفَ مظلومًا ، وننقدَ واقعًا أليمًا ، ونوقدَ شمعة تمزق من حولنا الظلام .
أعزائي .. يا أنصارَ الحق ، وطلابَ الحقيقة ، ومحبي الخير والجمال أفرادًا ، وجماعاتٍ ، ومجموعاتٍ ، ومؤسساتٍ ، نساءً ، ورجالا ، فتية ، وفتيات .. يا كلَّ المؤمنين بحق شعبنا العربي الفِلسطيني في العيش باحترام ، وأمن ، وأمان فوق ثرى وطنه الغالي فلسطين .. ويا كلّ عشاق هذه اللغة العربية من أبنائها وبناتها ، ومعلميها ومُتعلميها .. يا كلّ شعبنا.. يا كلّ العرب .. يا كلّ المؤمنين بحق الشعوب في الخلاص من التبعية ، والاستعباد ، والاستبداد ، وبحقها في التحرر، والبناء ، والإعمار ، والسيادة على ترابها الوطني ... هذا موقعكم .. ستجدون فيه ما يسركم من فكر ، ورأي ، ومقال سياسي ، واجتماعي ، واقتصادي ، وثقافي ، ونقدي ، وأدبي .. ستجدون فيه نثرًا وشعرًا ، وقصة ، وحكاية ، وستجدون فيه كتبًا ، ومتابعاتٍ ، ومقابلاتٍ ، ومواجهاتٍ ، ومراسلاتٍ ، ومساجلاتٍ ..ستجدون فيه كثيرًا مما كتبتُ على امتداد العقود الماضية ، وبخاصة في " القدس " المقدسية ، والبيادر السياسي ، وغيرهما من مطبوعات هذه الديار وصحفها .. وسأوافيكم من خلاله بكل ما سأكتب ... مكتفيـًا في هذه المرحلة بالكتابة إليكم ، حتى إذا ما فرغتُ من إحياء ما لديّ من قديم( مخطوطٍ ومطبوعٍ) ووضعتـُه بين أيديكم في موقعكم هذا ، وتفرغتُ بشكل كامل للكتابة في قضايا الساعة فتحتُ المجالَ أمامكم للمشاركة ، والمساهمةِ ، والنقاش والحوار ، والأخذ والرد على غرار ما تفعله كثير من المواقع الرائدة التي نكنّ لها كل الاحترام ، وندين لها بالولاء والعرفان ، ونتقدم منها بالتحية والتقديروالامتنان .
أرحب بكم في موقعكم هذا .. موقع الأسرى ، والعمال ، والفلاحين ، والطلبة ، والمثقفين ، والكتـّاب ، والأدباء ، والشعراء .. موقع المؤسسات ، وكافة أحرار هذا الوطن وحرائره ..مثمنـًا وقوفكم إلى جانبي .. آملا أن يكون لي شرف الإسهام في خدمة الوطن والمواطن في بلادنا العزيزة فِلـَسطين .. وفي كل ديار العروبة والإسلام.
عدنان السمان
15/6/2008
الأحد، ١٤ أيلول ٢٠٠٨
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق