متابعات
ألوانُ الحظر الغربية .. في كل الأرض العربية
أ.عدنان السمان
سأكتب في هذا الصباح المظلم عن ألوانٍ من الحظر الذي يمارسه الغربيون في بلاد العرب ، وعندما نقول الغربيون ، فإننا – بالطبع – لا نعني شعوب الغرب ، وإنما نعني كثيرًا من دوله ، وكثيرًا من أنظمته التي تحرص كل الحرص على بقاء هذا الوطن العربي الكبير ، وهذا العالم الإسلاميّ المترامي الأطراف تحت سيطرتها بكل ثرواته وإمكاناته ، وبكل مواطنيه أيضًا .. فهذه الأنظمة الغربية التي تريد لنفسها كل ثروات العرب والمسلمين ، وتريد لصناعتها وتجارتها أن تغزو كل أسواق العرب والمسلمين ، وتريد أن يكون العرب والمسلمون في كل ديار العروبة والإسلام مجرد أفواهٍ تستهلك ما يصدّره الغربيون ، ومجرد أجسادٍ ترتدي مايصنعون ، وتزدان بما يبتكرون وينتجون .. هذه الأنظمة الغربية التي تحرص على بقاء هذا العالم الإسلامي الكبير ، أو هذا الشرق الأوسط الجديد أسواقًا لمنتجاتها ، تحرص أيضًا على أن يصدع العرب والمسلمون بما يؤمرون ، فلا يترددون ، ولا يتذمرون ، ولا يخالفون ، وإنمّا ينفذون ، ويرقصون ، ويمرحون ، ويفرحون ، ويطربون ، ويسكرون ، وينتشون وهم يهتفون لحرية الغرب ، وإباحية الغرب ، وديموقراطية الغرب ، والتبعية للغرب ، والتسبيح بحمد الغرب ، كأن الله لم يخلق إلاّ الغرب ، وكأن الله الذي خلق العرب والمسلمين إنما خلقهم لخدمة الغرب ، وقد أوصاهم خيرًا بالغرب ، وبخفض الجناح للغرب ، وباستعذاب الموت في سبيل الغرب .. وكأن رسوله الكريم قد لفظ آخر أنفاسه الطيبة وهو يوصيهم بلين الجانب للغربيين ، وكأنه وهو يوصيهم بسابع جار ، قد أوصاهم خيرًا بالغرب بعد سبعة بحار .. ولكي تدوم للغرب سيطرته على كل ديار العروبة والإسلام ، ولكي تدوم هذه العلاقة الحميمة بين الغرب وأتباعه وأحبابه وأنصاره والموالين له في كل ديار العروبة والإسلام ، فإنه يوصيهم بدوره بضرورة المحافظة على تعليماته ووصاياه ، وبضرورة الحفاظ على كافة خطوط الغرب الحمراء ، وعلى كل ألوان الحظر الغربية في كل الأرض العربية .. إنه ، ولكي تنتصر ثقافة الغرب ، ولكي تشرق شمس الغرب غلى كل أرض العرب ، ولكي تغيب شمس العرب إلى الأبد ، ولكي يولد الإنسان العربي الجديد ، ولكي تكون الحياة العربية الجديدة ، ومن أجل أن تُلحق أرض العرب جغرافيًّا وفكريًّأ وثقافيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا بالغرب ، فإنه ينبغي مراعاة التقيد بما هو آت ..
· تُحلُّ الجيوش في الوطن العربي ، ويُلغى دورها التقليدي ، لتحلَّ محلها قوى الأمن والشرطة التي تُناط بها مهمة حفظ الأمن الداخلي في البلدان العربية ، أمّا سلامة الكيانات العربية ، وحماية استقلالها ، أو تجزئتها بما يناسب مصالح المجتمع الدولي فهي من مسئوليات حلف الناتو الذي قرّر أن يتولاها بمعرفته وتجربته ، وينبغي أن تعمل كافة الشعوب العربية ، ممثلةً في كل أجسامها وهياكلها وعناوينها ومؤسساتها السياسية والاقتصادية والثقافية على تنمية علاقاتها بحلف الناتو عن طريق الاتصال المباشَر بممثليه في كل مناطق الشرق الأوسط .
· يُحظر على وسائل الإعلام العربي أن تمارس التحريض ، ويُحظر عليها أن تشجع العنف الديني ، أو القومي ، أو الوطني ، ويُحظر عليها تشجيع الإرهاب بشكل مباشَر أو غير مباشَر .. وينبغي أن يتقيّد الإعلاميون والمعلقون والمحلّلون السياسيون والمشرفون على وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية بالتعليمات الصادرة إلى حكوماتهم ، ووزارات الثقافة والإعلام فيها ، وإلى إدارات المطبوعات العامة في مناطقهم .. كما ينبغي التشديد على التيارات المناوئة للسلام ، والتشديد على الإعلاميين الذين يمثلون هذه التيارات المعادية للسلام ، والمؤيدة للإرهاب والإرهابيين ، أو المتعاطفة معهم .. كما يُحظر على كل وسائل الإعلام الصادرة في البلاد العربية أو الغربية أن تنشر مقالات وأفكارًا لكتّابٍ عرب متطرفين ، وأن تستبدلهم بكتابٍ معتدلين يؤيدون التوجهات الجديدة ، والثورات الجديدة التي يباركها الغرب ، وينسق معها لتحقيق الأهداف الغربية العربية المشتركة .
· يُحظر على الصحافة العربية الحليفة أن تبرز في تقاريرها وأخبارها ومقالاتها " مساوئ " الأنظمة الحليفة للغرب، أو الإشارة إلى عيوبها الاجتماعية ، أو السياسية ، أو الثقافية ، أو الاقتصادية ، كما يُحظر عليها تسليط الضوء على فساد الأسر الحاكمة ، أو المجالس الانتقالية ، وكافة الرموز المعروفة باعتدالها ، وولائها للغرب ، وتبعيتها له إلا أن يكون ذلك بكثير من الرفق ، وبكثير من الكذب والخداع الذي يضمن شراء القارئ أو السامع أو المشاهد وتضليله ، وبالتالي انحيازه إلى جانبنا .. كما يحظر على وسائل الإعلام أن تعالج قضايا الزراعة والصناعة في بلاد العرب ، أو أن تدعو إلى تطويرها وإخراجها من أزماتها ، ومن واقعها الذي فرضناه عليها ، ونحرص بالتالي أن يكون مفروضًا لأن مصالحنا كغربيين تقتضي ذلك .. كما يحظر على الصحافة ، وعلى كافة وسائل الإعلام الصديقة أن تثير القضايا التربوية والتعليمية ، وأن لا تحاول العمل لإخراجها من أزماتها ، لأن في ذلك خطرًا كبيرًا على مصالح الغرب ، وخطرًا كبيرًا على مصالح أتباعه وحلفائه وأنصاره في كل بلاد العرب .
3/11/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق