بنظرة منكِ تحيينا
وتحييهِ!!
شعر: عدنان السمان
بنظرةٍ منكِ
تُحْيينا وتُحييهِ || بلمسةٍ منكِ تُبكينا وتُبكيهِ
إني أحنُّ لطيب
العيش في وطنٍ|| هُجِّرتُ منهُ صبيًّا، جلَّ باريهِ
وما بكائي على
الأطلالِ مُنتحِبًا || لكنْ بكائي بجُنْحِ الليل أُخفيهِ
وما نُواحي على
الأحباب إذ رحلوا || لكنْ نُواحي على حبٍّ أداريه
قد قلتِ إنَّكِ لا تبغينَ صُحبتَهُ || هذا لعَمْري هراء لستُ أَرويهِ
ولستُ أسمعُ قيلاً لا أصدقُهُ
|| والعينُ تروي حديثَ الصَّمت،
تُبديهِ
حتّامَ أقضي
الليالي صاديًا أرِقًا || إلامَ تبكي على رأسي بواكيهِ؟
إلامَ أبكي على
الأطلالِ منتحِبًا || ما نفعُ عيشٍ إذا جفّتْ سواقيهِ؟
فلترفِقي
بفؤادٍ كادَ من نَصَبٍ || "يقضي عليه
الأسى لولا تأسّيهِ"
ولا أبالي
بأهلِ الأرض كلّهِمُ || ولستُ أسألُ عن غِرٍّ أباريهِ
ولستُ ممن
يجيدون النواحَ إذا || "أضحى
التنائي بديلاً من تدانيهِ"
ولستُ أغضبُ إن
جفّتْ منابعهُ || "ونابَ عن طيب لقياه تجافيهِ"
ما متعةُ
العيشِ إن جفَّت منابُعنا || وصوَّحَ النبتُ واسودَّتْ مقاثيهِ؟
هو التحدي سبيلٌ
ليس يسلكُهُ || إلا المحبُّ كثيرٌ ما يعانيهِ
هو التحدي
دواءُ العاشقينَ إذا || هبّت رياحٌ بِساحِ الحُبِّ تُؤذيهِ
قد رُمتُ حبَّ
كحيلِ العينِ يشفعُ لي || حبٌّ كبير، ودمْعٌ في مآقيهِ
مَن قالَ إنَّ
كبيرَ السنِّ نِضْوُ هوًى؟ || مَن قالَ
إنِّي هزيلٌ لا أجاريهِ؟
ولا أبالي بما
قد قال حاسِدُنا || إني كبيرٌ، ونَسْرٌ في روابيهِ
فلستُ أعجبُ إن
سُلَّت قوادمهُ || ولستُ أرهبُ إن سُلّت خوافيهِ
قوادمُ النسرِ
مَسراهُ إلى قممٍ || أما الخوافي فدفءَ القلبِ تُعطيهِ
قصائدُ النسرِ
صَيحاتٌ منغَّمةٌ || وموكبُ الغيدِ أشعارٌ تُغنِّيهِ
فلستُ أسألُ إن
صاتتْ قصائدهُ || ولستُ أسألُ إنْ سَفَّتْ قوافيهِ
ولستُ أسألُ
بعد البينِ ما فعلوا || فليَهدِموه، وبعدَ الهَدمِ أَبنيهِ
أنتَ الربيعُ
وأنتَ المسكُ صارَتُهُ || والروحُ تعشقُ
مَن في القلبِ ناديهِ
وأنتِ من
مَلَكَتْ بالحبِّ ناصِيتي || وأنتِ عهدُ الهوى حُمْرٌ مَواضيهِ
وأنتِ مُلهِمتي
بالحب ما فتِئَتْ || مَهوى الفؤادِ، بجُنْحِ الليلِ تطويهِ
وتضحكينَ إذا
انهلَّتْ مَدامِعُنا || وتضحكينَ ونارُ الحبِّ تَكويهِ
وتَشرَبينَ
دموعًا في تدفّقِها || دمعُ الحبيب إذا سالت أعاليهِ
وتُشفقينَ
لآلامٍ أُصيبَ بها || فلتُمسكيهِ برفقٍ كي تداويهِ
فينثني ماردًا
قد شقَّ قمقمَهُ || نحو القليبِ بفيضٍ منهُ يُرويه
وينحني عابدًا
قد أبَّ في طلبٍ || وهبَّ نحو كحيل العين يُرضيهِ
لو كنتُ أعلمُ
هذا الأمرَ من زمنٍ || لما استجابَ لها، بالنَّارِ أرميهِ
إني أحنُّ إليه
فارسًا نَزِقًا || ولا أبالي بتيهٍ مقفرِ التِّيهِ
أشتاقُهُ
غسَقًا، أشتاقُهُ سَحَرًا || أشتاقُهُ بلبلاً أهوى أغانيهِ
إنَّ الحياةَ
إذا ما جئتَ تسألُني || أن أشربَ المرَّ طوعًا كي أُداويهِ
والنَّرجس
الغضُّ أنغامٌ يهيمُ بها || هذا الوجود،
وأنفاسٌ تزكّيهِ
والمنهَلُ
الثرُّ يروي المرءَ من عطشٍ || والحِبُّ يحرُسُهُ، والنجمُ يَهديهِ
والكوثرُ
العذبُ ملقانا وموعِدُنا || والموطنُ الحرُّ يُؤوينا ونَحميهِ
والموتُ حقٌّ،
ولكنَّ الهوى قدرٌ || من شفَّهُ الوجدُ أدماهُ ويُدميهِ
الحبُّ
يُرهبُنا، والليل يُرعبنا || والفجرُ يُطربُنا، تشدو أمانيهِ
يا وردةً
غضَّةً إن جاءَ يقطِفُها || فتًى غريرٌ فبالأشواكِ تُدميهِ
يا غادةً
بَضَّةً بالنورِ سابحةٌ || لمنْ هواها؟ ومَن بالروحِ تَفديهِ؟
ولستُ ممن يعيشون
الهوى ترفًا || لكنني مُدنَفٌ بالدمعِ أَرويهِ
ولا أبالي إذا
ما الموتُ داهمني || كل الخلائقِ تترى
نحوَ واديهِ
ولا أبالي إذا
ما الندُّ خاصَمني || وللسفيهِ كلامٌ ليس يُرضيهِ
ولا أبالي إذا
ما الدهرُ فرَّقنا || إن الخيالَ يداويني، ويَشفيهِ
ولستُ أسألُ
طولَ الدهرِ إن رحلوا || ذكْرُ الأحبةِ نارُ الوجدِ تُذكيهِ
فليرحلوا
وليبينوا لستُ أسألُهم || ما نفعُ قربٍ لِحُبٍّ لا تُرجِّيهِ؟
إن الأحبةَ مَن
في القلبِ منزلُهم || والقلبُ مكنِسُهم، قد خُلِّدوا فيهِ
وللغزالةِ سحرٌ
زادها ألقًا || وفي الغزالةِ سِرٌّ لستُ أُخفيهِ
والسرُّ في
السحرِ آهاتٌ ترخّمها || والسِّحر في السر يُغْنيها وتُغْنيهِ
والشرّ بالشر
أفعى في تقلُّبِها || والخيرُ بالخيرِ ربُّ العرشِ يُبقيهِ
والناسُ للناسِ
من عُرْبٍ ومن عجمٍ || والوعدُ بالوعدِ، والبيتُ لبانيهِ
والنفسُ بالنفسِ
شرعٌ في ضمائرنا || والحبُّ بالحبِّ، والطفلُ لراعيهِ
والوردُ
بالوردِ أحكامٌ ندينُ بها || والحر بالحر، والزرعُ لساقيهِ
والنارُ
بالنارِ ركنٌ في ثقافتنا || والعمقُ بالعمقِ، والموتُ لباغيهِ
والعينُ
بالعينِ، والدنيا لعارِفها || والوُدُّ بالوُدِّ، والقلبُ لهاويهِ
ريحانةٌ بعبيرِ
الطهرِ تنفحُهُ || يا حُسنَها طفلةً تلهو، وتُلهيهِ
هي الثُّريا
وهذا الكونُ يَرصُدُها || هي الثريا ونورَ البدرِ تَحكيهِ
أشتاقُها ظبيةً
تصفو مشاربُها || على المودةِ يَسقيها وتَسقيهِ
سبلاءُ دَفقاءُ
مصقولٌ ترائِبُها || تمشي الدفِقّى لخلٍّ
كي توافيهِ
إن الجآذِرَ في
ساحاتها نَعَمٌ || لكنها شاهدٌ بالحق تُبريهِ
تُمأمئُ
الظبيةُ الكَحْلاءُ مأمأةً || تدعو إليها
الرَّشا، يا رئمُ صونيهِ
قد صُنتُ وُدَّ حبيب القلب، يشفعُ لي || ربٌ رحيم، وربُّ
العرشِ يَحميهِ
وليسَ للمرءِ
بعد الله من هدفٍ || وليسَ من مقصِدٍ إلاّهُ يَعنيهِ
سألتُ ربَّ
الهوى والحُبِّ يحفظُهُ || وربّةُ الشعرِ ترعاهُ وتَحميهِ
وإن أمُتْ،
وإذا ما الدهرُ فرَّقنا || فبالقصائد يرثيني وأَرثيهِ
أيقنتُ أنَّ
الليالي لن تفرِّقَنا || فالحبُّ مستحكمٌ،
والشوقُ يُبديهِ
لولا تعلُّقُهُ
بالحُسنِ ما اختَلَجَتْ || منه المشاعرُ،
ما رقَّتْ حواشيهِ
وعندما يدركُ
الأحرارُ غايتهم || ويصبحُ الحقُّ تشريعًا سآتيهِ
ويمَّحي عهدُ
كذابينَ كلُّهُمُ || أبناء "..." تجّارُ تأليهِ
ويسقُطُ
الجَوْرُ في أرجاءِ موطِنِنا || وتختفي نُظُمٌ سوداء تُشقيهِ
فعندَ ذاكَ يطيبُ العيشُ في وطنٍ ||
وعند ذاك يسودُ العدلُ واديهِ
11\6\2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق