متابعات وهكذا انتصرت الثورة في مصر!! أ.عدنان السمان مخطئ من يعتقد أنه قد ملك البلاد والعباد لأنه قام بواجبه، أو حاول أن يقوم به كما ينبغي ذات يوم.. ومخطئ من يعتقد أن من يقوم بواجبه ينبغي أن يشكره الناس، وينبغي أن يحملوه على الأكفّ والأعناق، وينبغي أن يطأطئوا له الرؤوس، وأن يحنوا أمامه القامات والهامات.. ومخطئ أيضًا من يعتقد أن بإمكانه أن يُعزّ من يشاء، وأن يُذلّ من يشاء من الناس، وأنه قادر على خداع الجماهير، والتلاعب بمشاعرها، وسَوقها بالتالي سوق الحُمُر؛ فتسعى إلى حتفها بظلفها طائعةً مختارةً فرحةً بهذه النهاية لأن "الزعيم" أراد ذلك، ولأن هذه هي رغبة "الزعيم" التي لا تملك هذه القطعان لها ردًّا، ومشيئته التي لا تملك هذه القطعان لها دفعًا أو صدًّا، ولأن هذا هو قدرها الذي لا مفرّ منه ولا مهرب؛ (فالمكتوب ما منه مهروب) كما يقول الأميون البسطاء في شرق الدنيا وجنوبها، وفي غربها أحيانًا!! ومخطئ أيضًا من يعتقد أنه صاحب الأيادي البيضاء على البلاد والعباد، لأن البلاد والعباد دائمًا هم أصحاب الأيادي البيضاء على كل النّخب، وعلى كل الأُسَر، والسلالات، وعلى كل من قال هأنذا، ومن قال كان أبي أيضًا، وعلى كل القادة السياسيين والعسكريين، وعلى كل رجال المال والأعمال والاقتصاد وعلى كل أولئك الضالين المضلّين المضلَّلين المضلِّلين من سقطِ المتاع الذين لم يكونوا شيئًا مذكورًا لولا تمسّحهم بالأعتاب، واتّجارهم بالمسببات والأسباب، وتجارتهم بكل القيم وبكل الأحساب والأنساب، فكانوا المطايا لكل من ركب، وكانوا وبالاً على أنفسهم، وعلى الناس من حولهم، وكانوا وباءً على مجتمعاتهم، فلفظهم التاريخ خارج حدوده، ولفظتهم الجغرافيا خارج حدودها أيضًا، وكانوا عارًا وشنارًا ودمارًا على الكلمة، وعلى المبادئ، وعلى كل نجوم المجتمعات وأقمارها، وعلى كل ظبائها وحِسانها وحسناواتها من كافة الفئات، والأعمار والمستويات.. ولأن البلاد دائمًا هي الجوهر، والعباد دائمًا هم الأساس، ولأن من يقول غير ذلك مخطئ ومكابر وناكر للجميل، ولأنه أيضًا طامعٌ في نهب البلاد، وإذلال العباد.. ناسيًا أو متناسيًا أن الله يُمهل ولا يهمل، وأن الشعب يذكر ولا ينسى، وأنه على الباغي تدور الدوائر، وأنه لا يصح في نهاية المطاف إلا الصحيح. فإذا كنت ممن قاموا بواجبهم تجاه مجتمعاتهم وأوطانهم وأممهم، أو كنت ممن يقومون بهذا الواجب الآن فاعلم أنك ترد لوطنك بعض دَينه، وأنك تعيد إلى مواطنيك بعض حقوقهم في ذمتك.. أما إذا اعتقدت لحظة أنك فوق هذا الوطن، وفوق أولئك المواطنين فبئس العبد أنت، وبئس المعتقَد ما اعتقدت، وبئس ما فعلت، وقديمًا قالت العرب: يداكَ أوكتا وفوكَ نفَخ...وأما إذا كنت من المقصرين الذين لم يقوموا بواجبهم كما ينبغي لسبب أو لآخر فما عليك إلا أن تلبي النداء، وما عليك إلا أن تستجيب لداعي الوطن، وصوت المواطن الذي يدعوك لإنقاذه، ورفع الظلم عنه، وما عليك إلا أن تصغي لأنَّات المقموعين، وصرخات المستغيثين، كان الله في عونهم، وكان في عونك، وكان في عون هذه الشعوب التي هبّت مطالبة بالعدل والعدالة والإنصاف والحرية، وكان في عون هذه الأوطان التي مزّقها هؤلاء وأولئك واستباحوها، ونهبوا خيراتها وثرواتها، وساموا إنسانها سوء العذاب!!. غريب أمر هؤلاء الذين يستمرئون ظلم الشعوب، ويستطيبون قهرها وتعذيبها، ويستسيغون إذلالها ونهب ثرواتها، ولا يتحالفون إلا مع ألدِّ أعدائها.. غريب أمر هؤلاء الذين ضُرب على آذانهم فلا يسمعون هدير الجماهير، ولا يصغون لصيحات الملايين وهتافاتهم المطالبة بالرحيل، وإعادة ما نُهب من المال العام إلى أصحابه.. غريب أمر هؤلاء الذين احترقت أعصاب سمعهم، وأعصاب بصرهم، واحترقت خلايا أدمغتهم؛ فلم يعودوا قادرين على السمع، ولم يعودوا قادرين على الرؤية، بعد أن عميَت أبصارهم وبصائرهم وقلوبهم التي في صدورهم، ولم يعودوا قادرين على الاستجابة لمطالب الملايين من أبناء شعوبهم المقهورة.. غريب أمر هؤلاء الذين غرّتهم الدنيا إلى الحد الذي نسوا معه أنفسهم، وكانوا حربًا على أوطانهم، وعلى شعوبهم، وعلى أمتهم، وعلى الإنسانية التي تبرأ من أفعالهم وممارساتهم، وكانوا حربًا على أطفال هذا الوطن العربي الذين لا يجدون فيه قوت يومهم في الوقت الذي حباهُ الله كل أسباب العيش الكريم، وكل مقومات الحياة الهانئة الهادئة المستقرة، وكل أسباب القوة والمنَعة والعزة، وفي الوقت الذي أودع الله فيه وفي إنسانه كل أسباب التفوق والتألق والنبوغ والانتصار!! ألا يسمع هؤلاء وأولئك هدير الجماهير، وصوتها المجلجل المزلزل المطالب بإحقاق الحق وإزهاق الباطل؟ ألا يسمعون صرخات الثكالى والأيامى واليتامى والجِياع المقهورين المقموعين من المواطنين الذين لا يملكون قوتَ يومهم في الوقت الذي يعبث فيه العابثون بأمن هؤلاء الناس وأمانهم، وفي الوقت الذي يعبث فيه العابثون بهذه الأوطان وبإنسانها وبخيراتها وبثرواتها، وفي الوقت الذي يعبث فيه العابثون بمصرَ العربية، أم الدنيا، صانعة الحضارة والتاريخ، مصر العروبة والإسلام، مصر الأهرام، مصر عرابي، مصر ثورة يوليو، مصر العرب أجمعين، مصر الثورة، مصر الثوّار الذين نذروا أنفسهم للموت فوُهِبت لهم الحياة!!. ليس الظلم وحده هو الذي يفجر الثورات، وإنما الإحساس به، والشعور بمدى فداحته هو الذي يحرك الثوّار، ويحدوهم لتفجير ثوراتهم..ولئن كانت الثورة الفرنسية التي أتت بالجمهورية، وبمبادئ الحق والعدل والحرية والمساواة من صنع مفكّري فرنسا ومثقّفيها الذين قادوا الجماهير الفرنسية، بعد أن أيقظوا فيها مشاعر الغضب، وأوقدوا نيران الشعور بالظلم.. ولئن كانت ثورة تونس من صنع البوعزيزي محمد الذي أحرق نفسه احتجاجًا على مرارة الشعور بالظلم، ولئن كانت ثورة يوليو في مصر ثورة أشعل أُوارها الجيش المصري، والتفَّ حولها شعب مصر مؤيدًا ومصفّقًا، فإن ثورة الخامس والعشرين من يناير قد أوقد نارها شباب مصر، وكل أحرارها وشرفائها ومفكّريها وكتّابها وصِحافيّيها، وكل المصريين الأباة، والتفّ حولها جيش مصر، وأيّدها، وقدّم الحماية لها، وكان عند حسن ظن مصر بجيشها العظيم صانع الانتصارات والبطولات، وصانع الأمجاد والتحديات.. جيش مصر العظيم.. جيش العروبة يا بطل.. الله معك.. ولئن كانت مصر كلها تهتف بصوت واحد يتردد في كل أرجائها: يا حبيبتي يا مصر يا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. نموت جميعًا وتحيا مصر.. فإن مصر اليوم تهتف بصوت واحد مجلجل، وتشدو بصوت واحد مزلزل: النصر للشعوب، والموت لأعدائها وجلاّديها.. وإنها لثورة حتى تحرير الأرض والإنسان.. وليخسأ الخاسئون.. وهكذا انتصرت الثورة في مصر، وهكذا انتصرت معها وبها إرادة الحياة، وستنتصر فوق كل أرض العرب، وهكذا ستقوم دولة العرب من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.. وهكذا عاد لمصر وجهها العربي الأصيل.. وهكذا عادت مصر لتأخذ دورها الطبيعي والطليعي واحدة من الأقطار الرئيسة الفاعلة في صنع الحياة على هذه الأرض التي فيها يقينًا ما يستحق الحياة. 11-2-2011 |
Looking for earth-friendly autos?
Browse Top Cars by "Green Rating" at Yahoo! Autos' Green Center.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق